[الجزء الثاني]
في ثاني محرم توفي إدريس بن عبد الهادي بن عبد الله بن التهامي بن عبد الله العلوي الحسني. تقدمت وفاة والده عام اثنين وسبعين ومائتين وألف، كان علامة مشاركا وجيها مصلحا خيرا دينا، رأيته محلى بالشريف الوجيه الخيّر الفاضل العلامة الناسك المتواضع المحب للسالكين، المتبرك بالمنتسبين، والساعي في حوائج المستضعفين، المشارك للحضور في الولائم، واستبدل بها الجنائز وفعل أنواعا من الخير، وعرضت عليه المناصب فأبى. له رحلة إلى الحج كتبها في رحلته الأولى عام ثمانية وثمانين ومائتين وألف في نحو الكراسة، وأما رحلته الثانية فقد توفي هناك بالمدينة المنورة. وما ذكرته في وفاته هو الذين تحقق عندي، وما في الإتحاف لشيخنا ابن زيدان (جزء خامس، ص.352) من أن وفاته كانت سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف سبق قلم. انظر الدليل، ص.142.
وفي سادس عشر محرم توفي المعطي بن محمد البربوشي المراكشي، العلامة الفقيه الفهامة المحصل المدقق المدرس. توفي ببلده مراكش له ترجمة في الإعلام.
وفي تاسع صفر الخير توفي العباس بن محمد بن الطيب المنجرة الحسني، كان ممن يشار إليه بالخير والصلاح والدين المتين. دفن في القباب.
وفي أوائل ربيع الأول توفي محمد-فتحا-بن أحمد بن محمد بن عبد الله النّدرومي مولدا ومنشئا المراكشي دارا وقرارا يدعى ابن داني. كان أديبا مشاركا شاعرا مجيدا له تاليف سماه الدرر السنية في ذكر الدولة الحسنية، فرغ منه عام ثمانية وثلاثمائة وألف، وقفت عليه بالخزانة الملكية يفيد الباحث.
وفي أوائل ربيع المذكور توفي محمد بن عمر بن أحمد دينية الرباطي، العلامة المطلع المؤلف الشهير، له عدة تآليف، منها حاشية على شرح الشيخ إبراهيم التادلي على رسالته في علم البيان؛ وختمة على الألفية في عدة كراريس؛ وشرح على البديع؛ ورسالة في حياة الأنبياء؛ ومولد نبوي إلى غير ذلك من التآليف والتقاييد. توفي بالدار البيضاء ونقل إلى بلده الرباط ودفن بمقبرة سيد الخطّاب بالعلو هناك.