في شهر صفر توفي محمد المفضل بن الهادي بن أحمد ابن عزوز المكناسي. كان عالما مشاركا متبحرا مطلعا معروفا بالإجادة والإفادة. من آخر أعلام مكناسة الزيتون. له تآليف، منها: كشف الرّان عن قلب مانع الزيارة ومفضّل الوظيفة عن القرآن؛ والنصيحة النافعة للطريقة الدرقاوية؛ وشرح رجز العربي الفاسي في الذكاة؛ وشرح الألفية لم يكمل؛ وشرح الهمزية كذلك، إلى غير ذلك من التآليف. دفن بالزاوية الكنتية بمكناس مسقط رأسه.
وفي مهل ربيع الثاني قبل العصر بربع ساعة توفي إدريس بن عبد السلام ابن الشيخ المهدي ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا، ودفن بزاوية جده الكائنة أسفل العقبة الزرقاء، وكانت ولادته عام اثنين وثمانين ومائتين وألف، له كناشة حافلة وقفت عليها.
وفي يوم الأربعاء ثامن وعشري ربيع الثاني توفي علي المدعو علال بن الحاج أحمد بن محمد ابن شقرون، من أولاد ابن شقرون المعروفين بفاس. كان شاعرا أديبا مطلعا ودفن بروضة درب الحرة.
وفي يوم الثلاثاء رابع جمادى الأولى توفي المكي بن عبد الرحمان بن عبد السلام الخصاصي. تقدمت وفاة والده عام تسعة وثمانين ومائتين وألف. العالم الفرضي الحيسوبي المشارك، كان هو الفرضي بفاس نيابة عن أخيه محمد، ودفن بروضتهم بالقباب.
وفي زوال يوم السبت خامس عشر جمادى الأولى توفي إدريس بن علي بن الغالي بن المهدي السناني المالكي البكري. كان أدبيا ناظما ناثرا مستحضرا، له مشاركة واطلاع. ألّف تأليف، منها: ديوان شعر سماه الروض الفاتح بأزهار النسيب والمدائح؛ وله ديوان في الملحون يحفظ جله أهل هذا الفن؛ وله رسالة التذكير في بعض ما يجب على الفقير؛ وله تأنيس المسجونين وتنفيس المحزونين؛ ونزهة الأعيان وتبصرة الإخوان في تبين ما بني عليه مقام الإحسان، الكبير والصغير؛ وتآليف في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على نسق دلائل الخيرات؛ والمقامة المغنية عن المدامة. دفن خارج باب المحروق