في ثاني ربيع الأول توفي عبد الواحد بن محمد ابن فقيرة الأنصاري المكناسي، تقدمت وفاة والده عام تسعين ومائتين وألف، العلامة المشارك النبيه، تحكي عنه نوادر وربما نظم شعرا. توفي بمكناس ودفن بروضة الشيخ ابن عيسى.
وفي يوم الثلاثاء خامس جمادى الأولى توفي المكي بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة. كانت ولادته عام ثلاثة وستين ومائتين وألف. وكان علامة مشاركا مطلعا مدرسا، له شرح على تائية الشيخ الحراق المار الوفاة عام أحد وستين ومائتين وألف؛ وله شعر متوسط الجودة. تولى القضاء بفاس الجديد وبمدينة الصويرة مدة، ودفن بزاوية والده بالعقبة الزرقاء.
وفي يوم الأحد خامس عشر جمادى الثانية توفي محمد بن محمد بن عبد القادر بن أحمد الكردودي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وستين ومائتين وألف. علامة مشارك مطلع، له تآليف.
وفي سادس عشر جمادى الثانية توفي محمد بن محمد ابن سليمان الأندلسي المدعو الشيخ. كان كاتبا مطالعا مقتدرا. توفي بمراكش ودفن بزاوية الشيخ التباع.
وفي أواسط شعبان توفي الغالي بن المكي بن أحمد ابن سليمان الأندلسي، العلامة المشارك الأديب الشاعر المقتدر الكاتب المتفنن. له عدة تآليف، منها: بدائع الاقتباس في مناقب أبي العباس؛ وبادرة الاستعجال في مناقب السبعة رجال؛ وأرجوزة في ذكر أشياخه؛ وديوان شعر في مجلد؛ والرحلة الصحراوية نظما ذكر فيها رحلة السلطان المولي الحسن إلى الصحراء آخر حياته؛ ونظم في الدولة العلوية وهو الذي شرحه الشيخ محمد بن مصطفى المشرفي الآتي الوفاة عام أربعة وثلاثين وثلاثمائة وألف؛ ونظم المعرب المبين للشيخ محمد ابن زاكور؛ وله شرح عليه صغير؛ والسيف المشرفي لقطع لسان المشرفي رد فيه على أبي حامد العربي المشرفي المار الوفاة عام ثلاثة عشر وثلاثمائة وألف حيث جعل تقييدا في دم أهل فاس؛ وله التحفة العرائشية على الصلاة المشيشية؛ وحاشية على المسلك السهل للإفراني؛ ولوامع الدرر شرح فيه درر الشيخ محمد الحراق على الحزب الكبير للإمام الشادلي؛ وشرح قصيدة ابن الفارض: زدني بفرط الحبّ فيك تحيّرا؛ وله منادمة الأقبال في معنى طيف الخيال؛ وله أيضا الجواهر الحسان في نظم الالحان، إلى غير ذلك من التقاييد والأنظام. توفي بمراكش ودفن بزاوية الشيخ إسحاق هناك.