عام أحد عشر وثلاثمائة وألف

عبد الهادي بن أحمد الصقلي

في يوم الجمعة واحد عشري محرم توفي عبد الهادي بن أحمد الصقلي الحسيني قاضي الجماعة بفاس، بالمدينة المنورة بعد أداء فريضة الحج، الفقيه العلامة المحدث الحافظ المطلع، توفي عن نحو ستين سنة. كان عارفا بالحديث والسيرة والعربية، وكانت له وجاهة عظيمة عند الناس قبل ولايته القضاء وبعدها، وكان هو القائم بزاوية أسلافه يجمع عليه الفقراء، وحصلت له حظوة تامة عند توليته عند السلطان بحيث يجاب لكل ما طلب. ثم وقع له فتور مع الأمير لسبب تقدم ذكره في عام تسعة وثلاثمائة وألف وصار الناس يفكرون في الفتك به وعزله، ولما شعر بذلك طلب الإذن للخروج إلى الحج فخرج للمشرق في آخر العام قبل هذا هو وولده محمد وبعض أقاربه فتوفي مع ولده وبعض من معه في الحجاز رحم الله الجميع. بلغني أنه كان يستحضر المواهب اللدنية مع شرحها للإمام الزرقاني، وكان يقول في حقه أول كتاب يشترى وآخر كتاب يباع.

الفاطمي بن الحسين الصقلي

وفي محرم المذكور توفي ابن عمه الفاطمي بن الحسين الصقلي، العلامة الأديب الشاعر المقتدر، يقول الشعر من غير كلفة ولا طول، له ديوان شعر حافل في مجلد تملكت طرفا منه؛ وله تأليف في الوفيات ذكر فيه بعض وفيات المتأخرين أدخلته كلّه في كتابي هذا؛ وله النفحات الشمالية العطرة الأنفاس في الرحلة الخمّاليّة لزيارة فاس. توفي بالوباء بمكة المشرفة ودفن بالمعلى بها بعد أداء فريضة الحج. ولما دخل إلى مكة المكرمة أنشد:

تجرّد عبدك الوافي فوافى … لبابك محرما يا من تفرّد

ترجّى أن يجرّد من دنوب … وبالرضوان يرجو أن يبرّد

فجد بمزيد فضلك بالاهي … لذي نقص ضعيف قد تجرّد

وله من العمر أربعون سنة. وبالقرب من موته خمّس وتريات الإمام البغدادي وقد طبع.

المعطي بن عبد الله الغربي

وفي صفر توفي المعطي بن عبد الله الغربي الدكالي الرباطي. كان علامة مشاركا مدرسا.

توفي ببلده على إثر قفوله من الحج.

عبد السلام بن محمد البريهي

وفي يوم الجمعة سادس عشر صفر توفي عبد السلام بن محمد البريهي، من شرفاء الودا غير، إليه انتهت صناعة الطرب الأندلسي في وقته، فكان رئيس المطربين من غير مدافع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015