وفيها توفي التاودي بن محمد السقّاط، من أولاد السقاط المعروفين بفاس. كان عالما صوفيا مطلعا خيرا دينا، له تأليف سماه خرق العوائد واستجلاب الفوائد، ترجم فيه لنفسه وذكر أحواله وما وقع له مع أشياخه وغيرهم من المذاكرات، فرغ منه في عاشر صفر عام ثمانية وثمانين ومائتين وألف، وله رحلة إلى بلاد الحجاز سماها المنح الوهبية في الرحلة الحجازية، تقع في مجلد.
وفيها توفي محمد المجاجي التلمساني الفاسي، العلامة الأديب الشاعر المطلع، ذكر بعض أشعاره في دوحة المجد والتمكين مما مدح به الوزير الطيب ابن اليماني بوعشرين.
وفي أوائل هذه العشرة توفي القائد فرجي البخاري، أحد وصفان السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام، وإليه تنسب نزالة فرجي قرب رأس ماء وادي فاس، كان أمره ببنائها السلطان المذكور وولاّه الأحكام بتلك الناحية خارج فاس، فنسبت النزالة إليه حتى الآن.
وكانت له مكانة وشهرة. وبعد وفاة المولى عبد الرحمان أقره علي ذلك ولده سيدي محمد وكذلك حفيده السلطان المولى الحسن، وتوفي في أوائل أيامه. كان لا يقبل الهزل معروفا بالتحري في جميع أحواله. انتهى باختصار من زهرة الآس.
وفي آخر هذه العشرة توفي أبو الشتاء بن عبد الله السطاتي الشاوي، العلامة المعتني المشارك المطلع. حج عام تسعة وثمانين ومائتين وألف، وله كناشة حافلة وقف عليها الأخ محمد الكانوني الأسفي رحمه الله ونقل عنها كثيرا في بعض كنانيشة.
وفي أواسط هذه المائة توفي الجيلالي بن محمد بوخريص الكاملي، العلامة المشارك المطلع.
تولى القضاء بمدينة أسفي مدة، وله كناشة حافلة أيضا وقف عليها محمد الكانوني ونقل عنها في بعض كناشاته. لعله توفي في أسفي.
وفي آخر هذه المائة توفي أبو محمد عبد القادر المراسني الدكالي المراكشي، له شهرة وذكر، ألّف في مناقبه تأليف. أنظر الدليل (1:192).