في سابع وعشري ذي الحجة توفي علي بن أحمد الهوّاري. كان علامة مدرسا مطلعا، تولى القضاء بمراكش عام اثنين وسبعين ومائتين وألف، ثم بفاس الجديد ونواحيها مدة طويلة، وكذلك بمدينة الصويرة. دفن بزاوية الشيخ بو رمضان بالمنية. وما ذكره في سلوة الأنفاس من كونه ابن محمد سبق قلم، أفاده في كتاب الإعلام.
وفي أواخر ذي الحجة المذكور توفي محمد بن محمد-فتحا-الحمراوي، من شرفاء الساقية الحمراء. كان من أهل الخير والفضل والدين والصلاح، له أحوال سنية، وأفعال سنية، وأخلاق طاهرة، وبركات ظاهرة. حج واعتمر وزار وجاور بالحرمين الشريفين وجال في البلاد ما بين مصر والشام، ولقى الأفاضل وأخذ عنهم وتبرك بهم، ثم قدم إلى فاس وأقام به منكبا على العبادة، وكان شغله المطالعة والكتابة على حواشي الكتب، كثير المذاكرة، حسن المحاضرة، يحفظ كثيرا من الأحاديث والآثار، مشتغلا بالصلوات والأذكار، كثير الاعتكاف بالمساجد، وبقي على حاله إلى أن توفي في التاريخ المذكور، ودفن بروضة أولاد الحاج المهدي بناني بالقباب. انتهى من وفيات القاضي عبد الهادي الصقلي الحسيني رحمه الله ببعض اختصار.
وفيه توفي أحمد بن محمد المرتضى بن الكبير العمراني المراكشي، علامة مشارك له نوادر وأبحاث ومذاكرات. توفي بمراكش بلده.
وفيه توفي محمد القرشي بن حسين الناصري السلاوي، العلامة المشارك، كتب لي في وفاته الشيخ جعفر الناصري.
وفيه توفي بناصر بن أحمد ملين الرباطي، كان يعد من علماء الرباط، وبه كانت وفاته.