وفي سادس عشر ذي الحجة من هذا العام وقعت مهاجمة من الجنرال الفرنسوي ديفال على ضفة وادكير من شرق المغرب.
ومن حوادث هذا العام أن جماعة من الفقراء أهل الرقص والسماع من الطائفة الدرقاوية يرأسهم الشيخ الطاهر بن محمد التسولي الآتي الوفاة عام سبعة عشر وثلاثمائة وألف، وممن عمل معهم شيخنا أحمد بن محمد ابن الخياط الزّكّاري الحسني الآتي الوفاة عام ثلاثة وأربعين وثلاثمائة وألف، صاروا يطوفون جماعة بالأسواق والأزقة من مدينة فاس وحوماتها يذكرون الهيللية التي هي أفضل وجوه الذكر بأصوات مرتفعة، ومعهم خادم محتسب فاس الحاج المهدي بناني، وهم لابسون المرقعات المعروفة عند أهل التصوف. ولما وصلوا إلى قرب دار القاضي الشيخ عمر بن عبد القادر الرندى الأندلسي الآتي الوفاة عام تسعين ومائتين وألف أقاموا حلقة الذكر. ولما فرغوا أمر القاضي المذكور بسجن البعض منهم وفرّ البعض. وكان ممن وقع عليه القبض شيخنا ابن الخياط المذكور، وبعد الشفاعة فيهم أطلق سراحهم على أن لا يعودوا لمثل ذلك. وقد وقع القبض عليهم في ثامن عشر ذي الحجة عامه. ولما وصل الخبر إلى شيخ الجماعة محمد بن المدني كنون استحسن ما فعله القاضي الرّندى المذكور وطلب من تلميذه الخاص شيخنا ابن الخياط المذكور أن يرجع عن فكرته ويرجع إلى دراسته العلمية أفضل من خدمة الطريق الصوفية، فامتنع ابن الخياط من ذلك ولم يقبل فكرة شيخه بعد كلام وخصام بينهم وقال له لا بد من رجوعك. ثم إن الشيخ كنون قاطع ابن الخياط ولم يعد إلى الاتصال به إلى أن توفي الشيخ كنّون المذكور. وقد ظهرت فراسته في ابن الخياط إذ عاد إلى خدمة العلم إلى وفاته رحم الله الجميع.