وفي ثالث ذي الحجة توفي أحمد بن أبي بكر العلوي الحسني الشهير بالفضيلي والد صاحب الدرر البهية المولى إدريس الآتي الوفاة عام عشرة وثلاثمائة وألف. كان مشاركا مطلعا دفن بروضة العلويين بالقباب.
وفي رابع وعشري ذي الحجة توفي علال بن عبد القادر الزمراني الصومعي، أصله من مدينة الصويرة، وتولى العمالة بمدينة فاس أيام المولى عبد الرحمان، وبعد تأخيره رجع كاتبا ببنيقة الصويرة، ثم أعفى وبقى ببلده إلى أن لقى ربه في التاريخ المذكور، وأقبر بالزاوية الناصرية هناك. أفاد ذلك في كتاب إيقاظ السريرة.
وفيه توفي مالك بن العناية الغرباوي السفياني، شيخ جليل القدر، كان فقيها مشاركا زاهدا ناسكا ومربيا له أتباع، أخذ عن الشيخ العربي بن أحمد الدرقاوي، وعنه تخرج الشيخ محمد بن علي البوكيلي الآتي الوفاة عام اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف.
وفيه توفي المهدي بن عبد المالك بن إدريس العلوي الحسني، صاحب هدي حسن، وراي مستحسن.
وفيه توفي محمد الكبير بن إدريس العمراني المراكشي. تولى قضاء تارودانت بسوس مدة، ودفن بمراكش.
وفيه توفي أحمد بن محمد المزيان بن بناصر العطار، له أذكار وأوراد. أخذ عنه السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام.
وفيه أو قريب منه توفي الحسن بن الطيفور السّموكني السوسي، الفقيه العلامة المدرس في جميع الفنون المشارك، له عدة تآليف نظما ونثرا، منها شرح على البردة للإمام البوصيري، وتخرج على يده عدة علماء. دفن بتيزنيت له ترجمة في نزهة الأبصار.
وفي يوم السبت الحادي عشر من ذي القعدة عامه كان الجلاء الإسباني عن مدينة تطوان وما حولها ورجعوا إلى مدينة سبتة على شروط وأموال أداها المخزن.
وفي غصون هذه السنة وقعت اتفاقية بين المغرب ودولة بلجيكا تتعلق بشؤون تجارية.