في سابع ربيع الثاني توفي عبد الله المدعو الوليد بن العربي العراقي الحسيني. ولد عام سبعة ومائتين وألف، الحافظ الحجة الفهامة المشارك الدراكة المحقق المدقق الأصولي المعقولي، له الدر النفيس فيمن بفاس من بني محمد بن نفيس، عرف برجال شعبتهم المباركة الحسينية، وترجم في آخره لنفسه؛ وله ذيل عليه سماه الذيل المنتخب فيما لفضلاء الشعبة العراقية وجب؛ وله تأليف في ترجمة الشيخ الحافظ إدريس العراقي المار الوفاة عام ثلاثة وثمانين ومائة وألف، إلى غير ذلك. دفن بروضتهم بالقباب خارج باب الفتوح.
وفي يوم الخميس ثاني جمادى الثانية توفي عبد السلام المدعو باب سلاّم الزاهد ويدعى بثلوع، ساقط التكليف يشار إليه بالخير والصلاح، ودفن خارج باب عجيسة.
وفي متم شعبان توفي سعيد بن عمارة الرجراجي، أحد العلماء المشاهير في وقته بمدينة الصويرة، العلامة المدرس الخطيب، تولى أخيرا القضاء بها. له ترجمة في كتاب إيقاظ السريرة.
وفي يوم الخميس خامس رمضان توفي محمد بن علي بن محمد بن عبد الواحد النكنافي السوسي الصويري. كان أديبا مطلعا مهندسا فلكيا، من آخر من أتقن هذه العلوم بالمغرب مع علم الحساب بفاس، كذا بخط سيدنا الجد أحمد رحمه الله. وبعد مدة وقفت على أنه توفي بسوق الأحد بالغرب من غير عقب وترك أموالا وكتبا، وكان خروجه مع ولدي السلطان المولى المهدي والمولى رشيد ولدي المولى عبد الرحمان ذاهبين لأداء فريضة الحج، وكان خروجهم من فاس في ثاني رمضان المذكور، وحمل صاحب الترجمة إلى القصر الكبير ودفن هناك بضريح الشيخ أبي غالب.
وفي يوم الثلاثاء رابع وعشري رمضان المذكور توفي علي المدعو علال بن عبد الواحد الزجلي موقت فاس العليا مدة طويلة، الفقيه الأجل العدل الموثق الفرضي، حلاه صاحب تذكرة المحسنين بقوله: الفقيه الميقاتي المعدل المهندس عديم النظير انتهى. دفن بمطرح الجلة بالقباب خارج باب الفتوح، كذا ذكر صاحب الروض الطيب العرف الذي وقفت على مبيضته، بقى ذكره على صاحب السلوة.