في ليلة الأربعاء سادس عشر محرم بعد صلاة العشاء توفي إدريس بن عبد الله بن عبد القادر بن النقيب أحمد بن عيسى الحسني الودغيري الشهير بالبدراوي، الشيخ الأستاذ المقرئ المشارك الشهير، شيخ الجماعة في علم القراءات في وقته. كان خطيبا فصيحا أخذ ذلك عن الشيخ محمد بن عبد السلام الفاسي الفهري المار الوفاة عام أربعة عشر ومائتين وألف. تولى الخطابة بفاس العليا ثم بمسجد الرصيف ثم بالقرويين، وتأخر عنها في رجب عام سبعة وأربعين ومائتين وألف. له حاشية على الجعفري؛ وشرح على دالية ابن مبارك السجلماسي؛ وله التوضيح والبيان في مقرأ نافع المدني ابن عبد الرحمان؛ وخطب وعظية؛ وله عمدة البيان في اختصار مورد الظمان فيما ورد من حذف الألفات وتبقيتها التي وردت في المصاحف كما رواها نافع عن السلف الصالح، مرتبة على حروف التهجي، عقد لكل حرف فصلا مع زيادات زادها عليه من تصوير الهمزات الملحقات واللاّمات والباءات والنونات؛ وشرحها في شرح لطيف يزيد على ثمانية كراريس؛ ومنها تآليف سماه قاموس قراءة نافع بناه على حروف التهجي؛ ومنها نظم همزة الوصل والحرف بعده؛ ومنها منظومة رجزية في الحذف والثبت ومقرأ السبع عن قالون ومن معه؛ ومنها رجزية العشرة وحمزة؛ ومنها منظومة رجزية سماها سلّم الفرائض جمع فيها الفرائض وزاد فيها صورا عدة عدد أبياتها سبعمائة وثلاثة وعشرون بيتا؛ ووضع عليها طرارا حسنة؛ ومنها تأليف في الضبط في حكم الشدة؛ ومنها تأليف سماها أزهار الحدائق في مخرج الوصف والحقائق في مخارج الحروف؛ ومنها طرر جيدة على فرائض الشيخ خليل لو جمعت لكانت حاشية. ومنها جدول على مقاصات الشيخ خليل.
دفن بالقباب بروضة الحاج الطالب ابن جلون قريبا من الشيخ أحمد اليماني، وولي الخطابة بالقرويين في أوائل خلافة المولى عبد الرحمان وأخر عنها في رجب عام سبعة وأربعين ومائتين وألف.
وفي سادس عشر ربيع الأول توفي محمد بن أحمد الشهير بالسنوسي الحسني. كان علامة مشاركا مدرسا خطيبا بمسجد المولى إدريس الأزهر مدة، ودفن بالقباب بروضة العلويين.
وفي ثامن عشر ربيع الأول توفي الطيب بن السلطان المولى سليمان بن سيدي محمد بن عبد الله العلوي ودفن بالقباب.
وفي يوم الجمعة سادس وعشري جمادى الثانية توفي عبد الله التواتي. كان خيرا دينا ودفن خارج باب عجسية.