وفي منتصف جمادى الثانية توفي مسلمة بن السلطان سيدي محمد بن عبد الله، بويع له بوزان وخطب به في تطوان وطنجة والعرائش والقصر الكبير، واعترفت به قبائل الجبل وبنى حسن وأهل الغرب وقبائل الريف وغمارة، وذلك بعد موت أبيه ولم يتم له أمر، ورحل إلى الحج ثم إلى تونس وتوفي بها.
وفي يوم الخميس ثاني شعبان توفي التهامي بن علي بن أحمد الوزاني الحسني يشار إليه بالخير والصلاح، وهو أخ المولى العربي الآتي الوفاة عام ستة وستين ومائتين وألف.
وفي يوم الأربعاء سادس عشر شعبان توفي محمد بن الحسن أقصبي. كان مشاركا محققا عالما مدرسا، له شرح على مشارق الأنوار للإمام الصغاني، وشرح على مختصر السعد، وشرح على أرجوزة شيخه الشيخ الطيب ابن كيران في الاستعارة، وحاشية على شرح قدورة على السلم في علم المنطق، إلى غير ذلك. دفن بالقباب بمطرح الجلة. توفي من غير عقب شهيدا بالطاعون.
وفيه توفي محمد بن عبد الهادي العلوي، مجذوب ساقط التكليف توفي بفاس.
وفيه توفي محمد-فتحا-بن إبراهيم السملالي السوسي، عالم مشارك مفت له اطلاع كبير في علم النوازل، ذكره في كتاب المعسول.
وفيه توفي المهدي بن الطالب الشفشاوني الحسني.
وفيه توفي أحمد بن الطاهر الأندلسي أصلا المراكشي دارا. كان علامة مشاركا أديبا لغويا، حج وزار. له شعر متوسط الجودة، وله معرفة بالأحكام النجومية والأزياج وبعلم الهندسة والجدول.
وفيه توفي عبد السلام بن محمد سكيرج التطواني، العالم المؤرخ، ولد عام خمسة وأربعين ومائة وألف تقريبا، له نزهة الإخوان وسلوة الأحزان في الأخبار الواردة في بناء تطوان ومن حكم فيها وتقرر من الأعيان. ودفن بتطوان.