في العشرة الأولى من محرم الحرام توفي محمد بن محمد النجار الحسني الشفشاوني، العلامة المشارك الصوفي الدراكة الفهامة المرشد، من أكبر تلامذة الشيخ العربي بن أحمد الدرقاوي، توفي بالرباط ودفن به.
وفي يوم الخميس منتصف جمادى الأولى توفي محمد بن الطاهر بن عبد المالك بن محمد-فتحا-العلوي الحسني المدغري اليوسفي. كانت ولادته عام خمسة وثمانين ومائة وألف. كان محدثا حافظا لافظا محققا في جل الفنون، قال في حقه سيدنا الجد أحمد في بعض مقيداته: "إنه ولد ببني مكيلد ثم ارتحل إلى سجلماسة ونواحيها وأخذ بها عن جملة وافرة من الأعلام، ثم ارتحل إلى فاس وأخذ عن ابن الحاج والزروالي ومن فوقهم، وأدرك الشيخ التاودي ابن سودة، فكان علم أهل عصره في جميع الفنون غواصا على الدقائق مع الاستغراق في المطالعة والإفادة. أمره السلطان بقراءة التفسير بين العشائين بجامع القرويين، فقرأ البيضاوي واختص السلطان بالقراءة عليه سفرا وحضرا إلى أن توفي بمراكش عن ثلاث وستين سنة. فجعل السلطان مكانه في المشيخة سيدي التهامي الحمادي فقرأ سنة ومات، ثم صار مكانه عبد القادر الكوهن إلى أن سافر للحج، فجعل مكانه سيدي العباس ابن كيران، ثم مات فجعل مكانه أخاه أبا عيسى المهدي، ثم مات أيام مولانا الحسن رحمه الله، فجعل مكانه العبد المذنب القصير الباع القليل الاطلاع عام خمسة وتسعين ومائتين وألف"انتهى كلام الجد أحمد ابن سودة ومن خطه نقلت. وستقف على وفاة الجميع في هذا الوفيات إن شاء الله.
وفي ليلة الأربعاء عاشر شوال توفي عبد الله بن الحاج أحمد المصمودي التطواني، علامة مشارك تولى قضاء مدينة تطوان مدة.
وفي شوال توفي المكي بن أحمد بن الهاشمي البلغيثي الحسني، يشار إليه بالخير والصلاح، ودفن قرب الشيخ أبي القاسم الوزير بالقباب.
وفيه توفي محمد بن محمد البوعزاوي، كان يعد من طلبة مدينة تطوان، وبها توفي.