في يوم الأحد عشري صفر توفي هاشم بن عبد الله الحسني العلمي الشهير بالمركطاني، له كرامات. دفن بزاوية شرقاوة قرب عقبة الزعتر.
وفي ليلة الجمعة سادس وعشري جمادى الأولى توفي العباس بن أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام خمسة وثلاثين ومائتين وألف، وجده عام تسعة ومائتين وألف. علامة مشارك، ناب عن والده مدة في قضاء الجماعة بفاس، وبعد وفاته استقل بها، ثم عزل عنها، وبعد عزله عن القضاء تولى الفتوى بفاس فكانت تقع بينه وبين القاضي محمد ابن إبراهيم مراجعات على ما هو معتاد بين المفتي والقاضي. ودفن بزاوية جده.
وفي ليلة الجمعة ثامن رجب توفي محمد بن محمد-فتحا-بن الخياط ابن إبراهيم الدكالي المشنزائي. كان علامة مفتيا مشاركا مطلعا. تولى القضاء بمدينة فاس مدة قليلة، ودفن بروضة أبي المحاسن بالقباب. كانت ولادته عام ثلاثة وستين ومائة وألف. قال في حقه في نزهة الأبصار: "كان يلخص فتواه في سطرين اثنين وربما جمعها في سطر واحد من شدة حفظه وذكائه، ولا زالت الناس تأخذ العلوم من فتواه، وهي أقوى مستندهم إن راقت الفقيه".
وفي عاشر رجب توفي أحمد بن عبد المالك العلوي الحسني المعروف بزّة لقصرة. كان علامة مطلعا مشاركا متضلعا، له نظم متوسط الجودة. تولى قضاء فاس مدة، وكان يأمر العدول أن يجعلوا له في تحليته العبد الفقير المعترف بالعجز والتقصير الخ له تأليف في تحريم السكر، ومجموعة خطب؛ وتقييد على خطبة المولى سليمان، إلى غير ذلك. توفي بمكناسة الزيتون.
قال سيدنا الجد أحمد في بعض مقيداته: "ووالده عبد المالك هو أخو العلامة قاضي القضاة مولاي عبد القادر شارح الهمزية وغيرها المتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف.
وفي حادي عشر شعبان توفي عبد السلام بن الطيب بن عبد القادر بن أحمد بن يحيى بن علي الأزمي الحسني. كان علامة مشاركا مدرسا فصيحا مطلعا، تخرج على يده عدة من العلماء وأصبح شيخ الجماعة في وقته. توفي عن سن عالية ودفن بروضة أولاد بنيس بالقباب، ذكر عنه أنه كان يجلس للقراءة قرب الشروق ويبقى إلى صلاة الظهر ثم يقوم من مجلسه ويقوم أصحابه للصلاة، ثم يجلس للقراءة بعد الصلاة إلى العصر، كما ذكر أن له شرحا على الأربعين النووية.