وفي حجة توفي محمد الهاشمي بن الحاج علي بن أحمد الرّتبي الصديقي. كان علامة مشاركا له أشياخ عدة، جمع له تلميذه الشيخ التهامي ابن رحمون الآتي الوفاة عام ثلاثة وستين ومائتين وألف فهرسة خاصة سماها الفتح الوهبي فيمن أجاز السيد الحاج الهاشمي الرّتبي.
وفيه توفي أبو بكر بن عبد الرحمان بن إدريس بن محمد المنجرة الحسني، العلامة المدرس المشارك المقرئ. تولي الخطابة بالمولى إدريس بن إدريس مدة، وله اليد الطولى في الأنساب، وله كناشة حافلة وقفت عليها. تقدمت وفاة جده عام تسعة وسبعين ومائة وألف. توفي بقبيلة صنهاجة السراير بزاوية اخمليش، فر إليها لما فتحت فاس خوفا على نفسه من السلطان لأنه كانت له يد في عزل المولى سليمان.
وفيه توفي محمد بن أحمد الجريري السلايي، صاحب شرح الشمقمقية في مجلدين ضخمين، هو أول من افتض بكارتها، الفقيه العلامة المشارك المطلع تولى القضاء ببلده سلا مدة، وبها توفي.
وفيه توفي حماد بن عبد الواحد الحمادي الشهير بالمكناسي. كان يشار إليه بالخير والصلاح، لم يقف صاحب السلوة عن تاريخ وفاته.
وفيه توفي محمد بن الغازي الزّمّوري رئيس البربر، كان محظوظا عند الأمراء ثم أفضى به التدهور إلى ما لا تحمد عقباه، فقبض عليه وبعث به إلى سجن الصويرة وبه مات في التاريخ المذكور، ذكره في الاستقصا.
وفي حدود الأربعين ومائتين وألف توفي محمد بن زين العابدين الوزاني الحسني، علامة مشارك من أشياخ الجد الشيخ المهدي ابن سودة رحمه الله.
وفي هذه العشرة توفي العربي بن يعقوب المسّاري صاحب المنظومة في الأدب التي شرحها شيخنا المولى أحمد بن المامون البلغيثي الحسني بالابتهاج بنور السراج.