عن القيام بأمرهم وخلع الملك عن نفسه، وكتب عليه علماء الوقت بأنه يجب على المسلمين نصب أمير ينظر في مصالحهم وكتبوا في ذلك أسئلة وأجوبة.

مات إبراهيم المذكور ليلة الخميس رابع جمادى الثانية عامه، وتولى بعده أخوه المولى سعيد. وفي جمادى الثانية عامه كتب المولى سليمان كتابا لأهل فاس يستفهمهم فيه عن موجب استحلالهم لنقض بيعته والخروج عن طاعته التي أوجبها الله بالكتاب والسنة والإجماع الخ.

وكان المولى سعيد استوزر الفقيه العدل السيد محمد ابن سليمان ونشأت عن فعلهما أمور لم يرضها الملك الديان فلم يتم أمرهما.

في آخر هذه السنة بنسخة كتاب ما نصه: "مع ما انضم لذلك من وقوع الفتن وكثرة المرج في هذا القطر السعيد، وانتشر ذلك في كل ناد مع زيادة عدم الأمن وعدم الامتثال لكلمة الأمراء في الحواضر والبوادي، فاتسع الخرق على الراقع، وانتشر سفك الدماء وذهاب الأموال وقطع السبل في كل حي وصقع، وقد اكتمل البلاء بالغلاء انتهى".

ووجدت مقيدا عند بعضهم ما نصه: "وقع بين أهل فاس القديمة وبين أهل فاس العليا قتال كبير، وطال ذلك بينهم نحوا من ستة أشهر، وكل واحد من الفريقين نصر سلطانا، أهل فاس الجديد تمسكوا بمبايعة المولى سليمان، وأهل فاس القديم بايعوا المولى إبراهيم بن اليزيد ومات أثناء ذلك، ثم بايعوا أخاه المولى السعيد ولكن لم يتم لهما الأمر لنقضهما العهد وخروجهما عن طاعة عمهما المولى سليمان، ووقع ذلك عام ستة وثلاثين ومائتين وألف انتهى ببعض اختصار".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015