وثمانين وثلاثمائة، وكان بصيرا بالمذهب فقيه النفس يفهم الكلام، وقلد قضاء نيسابور مدة، حدث عنه الحاكم وهو أكبر منه، وقد قرأ بالروايات على أحمد بن العباس الإِمام تلميذ الأشناني، وسمعنا مسند الشافعي من طريقه، أثنى عليه الحاكم وفخم أمره وقال: كان جدهم الأكبر سعيد بن عبد الرحمن الحرشي خليفة الأمير عبد الله بن عامر بن كريز على نيسابور، تلا أبو بكر بأحرف على أبي بكر الإِمام، وعقد له مجلس النظر في حياة الأستاذ أبي الوليد، مات الحيري في شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وله ست وتسعون سنة رحمه الله (?).
قال السمعاني: قاضي نيسابور، فاضل غزير العلم، رحل إلى العراق والحجاز، وحدث، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ, وأكثر عنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبو صالح المؤذن الحافظان في جماعة من الغرباء وأهل نيسابور، وآخر من روى عنه بقية المشايخ أبو بكر عبد الغفار بن محمَّد ابن الحسين الشيروي، وأُحْضرت مجلسه وسمعت منه عنه، وكانت وفاة أبي بكر الحيري في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وقبره بالحيرة على يسار الطريق إذا خرجت إلى مرو مشهور يزار (?).