له: العثماني. وبيته بيت العلم والتزكية، تفقه على الأستاذ أبي الوليد القرشي وعقد له مجلس النظر في حياة الأستاذ، وقرأ الأصول على جماعة من أصحاب الأشعري، وصنف في الأصول والحديث، وكان نظيف النفس نقي الطهارة مبالغا في الاحتياط مائلا من شدة الاحتياط إلى الوسوسة، قلد التزكية (?) بنيسابور مدة ثم قلد القضاء بعده، وخرج له الحاكم أبو عبد الله الفوائد سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة، ثم خرج له أبو عمرو البحيري، وعقد مجلس الإملاء سنة اثنين وثمانين وثلاثمائة فحدث نحوا من خمسين سنة، وأملى أربعين سنة، وسمع بجرجان وبغداد والكوفة وبمكة، وبقي كذلك محدث عصره إلى أن توفي في شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وكانت ولادته سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وكان وقت وفاته ابن سبع وتسعين سنة، أصابه وقر في أذنه في آخر عمره، وكان يقرأ عليه مع ذلك ويحتاط في السماع إلى أن اشتد ذلك قريبا من سنتين أو ثلاث فما كان يحسن أن يسمع، وكل من سمع قبل ذلك فهو صحيح السماع منه لشدة احتياطه (?).
قال الذهبي: الإِمام العالم المحدث مسند خراسان، قاضي القضاة، أبو بكر أحمد بن أبي علي الحسن بن الحافظ أبي عمرو أحمد بن محمَّد بن أحمد بن حفص ابن مسلم بن يزيد الحرشي الحيري النيسابوري الشافعي، وجده هو سبط أحمد بن عمرو الحرشي، ولد في حدود سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ورَّخه أبو بكر محمَّد ابن منصور السمعاني وقال: هو ثقة في الحديث.
تفقه على أبي الوليد حسان بن محمَّد، ودرس الكلام والأصول على أصحاب أبي الحسن الأشعري، وانتقى عليه أبو عبد الله الحاكم، وقد أملى من سنة اثنتين