قال الصريفيني: قال عبد الغافر الفارسي في تاريخه: أبو العلاء الإِمام عماد الإِسلام أحد أفراد أئمة الدين بهم يقتدى وبسيرتهم يهتدى برز على الإخوان فضلا وطرز نيسابور من جملة خراسان علمًا وورعا ونبلا وشاع ذكره في الآفاق وكان إمام المسلمين على الإطلاق.

ولد بناحية أُسْتُوا يوم الأحد بكرة لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.

وتأدب على أبيه أبي سعيد واختلف إلى أبي بكر محمَّد بن العباس الطبري الخوارزمي في الأدب فتخرج به ودرس الفقه على شيخ الإِسلام أبي نصر بن سهل القاضي مدة ثم جاء إلى القاضي أبي الهيثم عتبة بن خيثمة ولازمه حتى تقدم في الفقه وحج سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ولما ورد بغداد عُوتب من دار الخلافة في أنه منع من اتخاذ صندوق في قبر هارون الرشيد في مشهد طوس وطور للخليفة إن السبب في منع ذلك فتواه وقبح صورة حاله فاعتذر عن ذلك بأن قال كنت مفتيا فأفتيت بما وافق الشرع والمصلحة رعاية أنه لو نصب الصندوق فإنه يقلع منه لاستيلاء المتشيعة ويصير ذلك سبب وقوع الفتنة والتعصب والاضطراب ويؤدي ذلك إلى فساد المملكة فارتضاه الخليفة ولم ينجع ما سبق من التخليط (?).

قال أبو بكر الخطيب: أبو العلاء النيسابوري ثم الأُسْتوائي من أهل استواء وهي قرية من رستاق نيسابور سمع عبد الله بن محمَّد بن علي بن زياد، وبشر بن أحمد الإسفراييني ومن بعدهم. وورد العراق في حداثته حاجًّا فسمع بالكوفة من علي ابن عبد الرحمن البكائي وولى بعد ذلك قضاء نيسابور ثم عُزل وولى مكانه أبو الهيثم عتبة بن خيثمة وكان أحد شيوخه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015