سمع منه: أبو بكر البيهقي، وأكثر الرواية عنه في تصانيفه، وتخرج به، وعنده منه وقر بعير.
وتحمل البيهقي عنه المستدرك وتاريخ نيسابور وأحاديث شعبة والمغازي ومعرفة علوم الحديث ومعجم الحاكم ومشائخ الشافعي والرسالة للشافعي، وأحاديث مالك وإختلاف الأحاديث للشافعي، ومناقب الشافعي.
قال الصريفيني: قال عبد الغافر الفارسي في تاريخه: محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم أبو عبد الله الحافظ البيع إمام أهل الحديث في عصره والعارف به حق معرفته، يقال له: الضبي؛ لأن جد جدته عيسى بن عبد الرحمن بن سليمان الضبي، وأم عيسى بن عبد الرحمن متويه بنت إبراهيم بن طهمان الزاهد الفقيه، فلذلك يقال له: الطهماني، وبيته بيت الصلاح والورع والتأذين، ولد في شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ولقي: أبا علي الثقفي الإِمام، وعبد الله بن محمَّد بن الحسن الشرقي، وأبا حامد بن بلال البزاز، ولم يسمع منهم شيئًا، وسمع من: أبي طاهر المحمداباذي وأبي بكر بن الخليل القطان، ولم يظفر بمسموعه منهما، روى عن ألف شيخ أو أكثر من أهل الحديث، وقرأ القرآن بخراسان والعراق على قراء وقته، وتفقه على الإمام أبي الوليد حسان بن محمَّد القرشي والأستاذ أبي سهل محمَّد بن سليمان الصعلوكي، واختص بصحبة إمام وقته أبي بكر محمَّد بن إسحاق بن أيوب الصبغي فكان في الخواص عنده والمرموقين، وكان يراجعه في السؤال عن الجرح والتعديل وعلل الحديث ويقدمه على أقرانه، وأدى اختصاصه به واعتماده إليه في أمور مدرسته دار السنة، وفوض إليه تولية أوقافه، واستضاء برأيه في أموره اعتمادا على حسن ديانته ووفور أمانته، وجرت له مذاكرات ومحاورات مع الحفاظ والأئمة من أهل الحديث؛ مثل أبي بكر ابن الجعابي بالعراق، وأبي علي الحافظ الماسرجسي الذي كان أحفظ أهل زمانه،