مدة، ثم تصدر للإفادة والفتيا، وولي القضاء فأظهر المحدثون من الفرح ألوانا، وكان وافر الحشمة كبير الشأن، تزوج بابنة الأستاذ أبي الطيب الصعلوكي فولدت له المؤيد والموفق، مات سنة ثمان وأربعمائة (?).
قال السمعاني: القاضي أبو عمر البسطامي الواعظ الفقيه على مذهب الشافعي، ولي قضاء نيسابور وقدم بغداد وحدث بها، وقال: قدم بغداد في حياة أبي حامد الإسفراييني، وكان أبو حامد يعظمه ويجله، وكان إماما نظارًا فحلا، وكانت وفاته بنيسابور في سنة سبع وأربعمائة (?).
قال السبكي: القاضي أبو عمر البسطامي -وبسطام بفتح الباء- قاضي نيسابور، كان أحد الأئمة من أصحابنا والرفعاء من علمائهم، قدم بغداد في حياة الشيخ أبي حامد الإسفراييني، وكان الشيخ أبي حامد يجله ويعظمه، وكان القاضي أبو عمر نظير أبي الطيب الصعلوكي حشمة وجاها وعلما، فصاهره أبو الطيب وجاء من بينهما فضلاء أئمة، سمع القاضي أبو عمر الحديث بالعراق والأهواز وأصبهان وسجستان، وأملى وحدث، روى عنه أبو عبد الله الحاكم مع تقدمه، ذكره الحاكم في التاريخ فقال: الفقيه المتكلم البارع الواعظ، ثم قال: وورد له العهد بقضاء نيسابور، وقرئ علينا العهد غداة الخميس ثالث ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وأجلس في مجلس القضاء في مسجد رجا في تلك الساعة، وأظهر أهل الحديث من الفرح والاستبشار والنثار ما يطول شرحه، وكتبنا بالدعاء والشكر إلى السلطان أيده الله وإلى أوليائه، وذكره أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي فقال: كان منفردا بلطائف السيادة معتمدا لمواقف الوفادة، سفر بين السلطان المعظم ومجلس الخلافة أيام القادر بالله ففتن أهل بغداد بلسانه وإحسانه، وبزهم في إيراده