راوٍ إلا وترجم له الأئمة في كتبهم سوى النذر اليسير، وذكروا الأحاديث التي رواها، وحاله من حيث الجرح أو التعديل.
وعلى الرغم من المكانة العلمية التي يحظى بها البيهقي بين أهل الحديث، فهو صاحب التصانيف الفريدة التي ليس لأحد مثلها، وهو أيضًا علّامة فقيه، ثبت ثقة، واحد زمانه، وفرد أقرانه، وحافظ أوانه، وقد بلغت تصانيفه الكثير حتى قيل: إنها بلغت الألف، فقد بورك له في مروياته، وحسن تصرفه فيها، بما له من حذق وخبرة بالأبواب والرجال.
وعلى الرغم أيضًا من اتجاه أنظار العلماء والباحثين للغوص والاستفادة منها، فلا يحصى كم محقق لها ومعتن ومفهرس لها ودارس
أقول: على الرغم من هذا وتلك - إلا أنه بقي فضلة لم تنلها أيدي الباحثين ألا وهي الاعتناء بتراجم شيوخ الإِمام البيهقي، وجمعها في مجلد واحد، فاستعنت بالله لحمل هذه المهمة.
ويمكن سرد أهم الدوافع التي كان لها الدور الفعال في المشروع في هذا العمل:
عدم وجود مصنف مستقل في هذا الجانب
لا يخفى على الممارس لهذا الفن ما يلاقيه المعتنون بالأسانيد من الجهد والمشقة في سبيل الوقوف على تراجم مشايخ أصحاب الكتب المتأخرة خاصة شيوخ البيهقي بسبب تفنن البيهقي في ذكر أسمائهم، فيتفنن في اسم الشيخ الواحد بأكثر من طريقة، مرة باسمه كاملا أو بجزء منه، ومرة بكنيته، وأخرى بلقبه، وأحيانا بحرفته، حتى وصل الأمر في بعض الأحيان إلى أكثر من عشر صور للاسم الواحد، مما جعل المشتغلين بهذا العلم في أحيان كثيرة يعجزون عن تحديد أصحاب هذه الأسماء، خصوصا وأن كتب التراجم لم تأت بترجمتهم على الصيغة التي أوردها البيهقي في