صدق وورع وإتقان، حصل المسانيد الكبار، قال حمزة السهمي: دخل الماليني جرجان في سنة أربع وستين وثلاثمائة، ورحل رحلات كثيرة إلى أصبهان وما وراء النهر ومصر والحجاز، وقال: قال -أي السهمي-: وتوفي سنة تسع وأربعمائة. كذا قال، وهذا وهم؛ وقد قال أبو إسحاق الحبال: توفي في يوم الثلاثاء السابع عشر من شوال سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. قلت -يعني الذهبي-: أراه مات بمصر، وقد ذكره الإمام ابن الصلاح في طبقات الشافعية، وأخبرنا علي بن محمد الحافظ، أخبرنا جعفر بن منير، أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، سمعت عبد العزيز بن علي الأزجي يقول: أخذت من أبي سعد الماليني أجرة النسخ والمقابلة خمسين دينارا في دفعة واحدة.
قلت -يعني الذهبي-: وقد ألف أربعين حديثا كل حديث من طريق صوفاي (?) معتبر، وجاء في ذلك مناكير لا تنكر للقوم؛ فإن غالبهم لا اعتناء لهم بالرواية (?).
قال السمعاني: الأنصاري الصوفي الماليني فمن مالين هراة، كان أحد الرحالين في طلب الحديث والمكثرين منه، كتب الحديث ببلاد خراسان ثم خرج إلى الرحلة وطاف ما بين الشامش (?) إلى الإسكندرية وأدرك المشايخ وسمع الحديث وسُمع منه، وكان فاضلا عالما صوفيا ورعا متخلقا بأحسن الأخلاق، وكان سمع وكتب من الكتب الكبار والمصنفات الطوال ما لم يكن عند أحد، وذكره مشهور مدون في الكتب ومات بمصر في شوال سنة اثنتي عشرة وأربعمائة (?).