قال أبو بكر الخطيب: أبو سعد الأنصاري الصوفي الماليني أحد الرحالين في طلب الحديث والمكثرين منه، كتب ببلاد خراسان وما وراء النهر وببلاد فارس وجرجان والري وأصبهان والبصرة وبغداد والكوفة والشامات ومصر، ولقي عامة الشيوخ والحفاظ الذين عاصرهم، وكان قد سمع وكتب من الكتب الطوال والمصنفات الكبار ما لم يكن عند غيره، وقدم بغداد دفعات كثيرة، وآخر ما قدم علينا في سنة تسع وأربعمائة، وسمعنا منه في رباط الصوفية الذي عند جامع المنصور، فإنه كان نزل هناك ثم خرج إلى مكة ومضى منها إلى مصر فأقام بها حتى مات بمصر في يوم الثلاثاء السابع عشر من شوال سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وكان ثقة صدوقا متقنا خيرا صالحا (?).
قال الصريفيني: قال عبد الغافر الفارسي في تاريخه: أبو سعد الماليني الهروي الصوفي من جملة المشايخ المذكورين بالفضائل الكثيرة من العبادة والتصوف وجمع الأحاديث والحكايات الكثيرة والتصنيف فيها، حج حجات وطاف في البلاد، قدم نيسابور سنة ست وأربعمائة وروى الأحاديث وسمع منه الطبقة، ومما رأيت من مجموعاته أحاديث الأربعين لمشايخ الصوفية ذكر فيه رواية كل واحد منهم سمعها الوالد عن أبي سعيد الخشاب عنه. توفي بمصر سنة 412 السابع عشر من شوال يوم الثلاثاء (?).
قال الذهبي: الإمام المحدث الصادق الزاهد الجوال أبو سعد أحمد بن محمد ابن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الأنصاري الهروي الماليني الصوفي الملقب بطاوس الفقراء، جال في طلب العلم ولقاء المشايخ إلى نيسابور وأصبهان وبغداد والشام ومصر والحرمين وحصل وله معرفة وفهم، جمع وصنف وكان ذا