ثمرته حتى آضت له كأنها مخففة فَقَالَ لِلْجَلَّادِ: اجْلِدْ-. فَضَرَبَهُ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ وَعَلَيْهِ سَرَاوِيلُ وَقَمِيصٌ وَإِزَارٌ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ ضربه قال للعم: بئس، لَعَمْرُو اللَّهِ وَالِي الْيَتِيمِ أَنْتَ، مَا أَدَّبْتَ فآحسنت الأدب، ولا سترت الخَرَبة. فقال الرجل: يا أباعبد الرحمن، إنه لابن أخي وما لي وَلَدٌ، وَإِنِّي لَأَجِدُ لَهُ مِنَ الْوَجْدِ مَا أَجِدُ لِوَلَدِي. ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِوَالِي أَمْرٍ أَنْ يُرْفَعَ إِلَيْهِ حَدٌّ إِلَّا أقامه. ثم أنشأ جدث أن آول سارق في الإسلام لسارق أَتَى بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُقْطَعَ فَكَأَنَّمَا أُسْفَى عَلَى وجه رسول الله ل- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الرَّمَادُ، فَقَالُوا: يَا رسول الله، كأنك كرهت هذا! فقال: وما لي لَا أَكْرَهُهُ وَأَنْتُمْ أَعْوَانُ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ، إنه لا ينبغي لوالٍ أَنْ يُرْفَعَ إِلَيْهِ حَدٌّ إِلَّا أَقَامَهُ. ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: ?وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لكم ? ".

3814 / 2 - رَوَاهُ الْحُمْيَدِيُّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَابِرُ ... فَذَكَرَهُ.

3814 / 3 - وَرَوَاهُ البيهقي في سننه: أبنا أبو محمد، جُنَاحِ بْنِ نَذِيرِ بْنِ جُنَاحٍ الْقَاضِي بِالْكُوفَةِ ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنُ دُحَيْمٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، ثنا عبيد الله بن موسى، أبنا إسرائل، عن يحيى الجابرعن أَبِي مَاجِدٍ قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بابن أخ له وهو سكران فقال: يا آباعبد الر حمن، إن ابن أخي سكران فقال: ترتروه ومزمزوه، واستنكهوه. ففعلوا فرفعوه إِلَى السِّجْنِ، ثُمَّ دَعَا بِهِ مِنَ الْغَدِ ... فذكر الحديث في كيفية جلده.

قال آبوعبيد: هو آن يحرك ويزعز ع وَيُسْتَنْكَهَ حَتَّى يُوجَدَ مِنْهُ الرِّيحُ لِيُعْلَمَ مَا شرب وهي التلتلة والترترة والمزمزة بمعنى واحد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015