هباء منثورًا" (?) اهـ.

وقال أيضًا: وما أعلم أحد على ظهر الأرض أعلم بالعربيّة مني.

ومع أن أولئك الضخام كانوا أوعية علم، إِلَّا أن بعضهم لم يفتح عليه في بعض العلوم؛ فقد تعاصت بعض العلوم على بعض الأعلام المشاهير، ومنهم من صرح بذلك، "منهم الأصمعي في علم العروض، والرُّهَاوي المحدث في الخط، وابن الصلاح في المنطق، وأبو مسلم النحوي في علم التصريف، والسيوطي في الحساب ... " (?).

وعليه، فيطلب من طالب العلم أن يتقي بوجهه ولسانه سوء اللحن في عربيته، ويبتعد عن أمثلة التعقيد والتقعر، فيكفيه أن يرفع المرفوع، وينصب المنصوب، ويخفض المخفوض، ويجزم المجزوم، وإياه وأمثال:

ظننت وظنَّاني شاخصًا الزيدين شاخصين، أو مثل: أعلمت وأعلمانيهما إياهما الزيدين العَمْرَيْنِ منطلقين، أو مثل: أزيدًا لم يضربه إِلَّا هو، أو: أأنت عبد اللَّه ضربته، أو مثل قول الفرزدق: [الطويل]

وَمَا مِثْلُهُ فِي النَّاسِ إِلَّا مُمَلَّكًا ... أبُو أُمِّهِ حَيٌّ أبُوهُ يُقَارِبُهْ

أو مثل ما ذكره أبو حيان في "تذكرة النحاة" (1/ 116) من قولهم: أَيُّ أَيٍّ إن يَضْرِبْكَ أَيُّهُمْ إنْ يأتْنِا نكرِمْه تضرِبْه نَضْرِبْه.! ! ! .

قال العلّامة ابن رجب الحنبلي ت (795 هـ) - رحمه اللَّه! -: " ... ،

وكذلك التوسع في علم العربيّة لغة ونحوًا هو ممّا يشغل عن العلم الأهم، والوقوف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015