الجواب على ذلك وأن عددها غير محصور بل أكثر من نجوم السَّماء.
والجواب الثّاني: أن يكون الرسول - صلّى الله عليه وسلم - يعلم الآنية من أي شيء هي، فعدل عن سؤاله إلى بيان كثرتها، وفي ذلك تفخيم لأمرها وتنبيه على تعظيم شأنّها. ومثل ذلك قوله تعالى: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} فقال: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الشعراء: 23، 24]، فعدل عن حقيقة السؤال إلى ما هو معلوم يحصل به الغرض (?).
وفي آخر هذا الحديث: "آنِيَةُ الْجَنَّةِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا لَمْ يَظْمَأْ آخِرَ مَا عَلَيْه": قوله: "آخِرَ مَا عَلَيْهِ" منصوب عَلى الظرَف، والتقدير: لم يظمأ أبدًا. وقد جَاء في حديث آخر بهذا اللّفظ (?)، والمعنى: لم يظمأ ذلك الشارب إلى آخر مدة بقائه، ومعلوم أنّه يبقى أبدًا، فيكون معناه: لم يظمأ أبدًا (?).
(107 - 9) وفي حديثه: سَأَلتُ النَّبِيَّ - صلّى الله عليه وسلم - عَنْ مَسْحِ الحَصَى، فَقَالَ: "وَاحِدَةً أَوْ دَعْ" (?).