«الشيء أخوف عليكم من قلته، والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح لكم جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن، حتى يعطى الرجل المائة فيسخطها. قال عبد الله بن حوالة: ومتى نستطيع الشام مع الروم ذات القرون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليفتحها لكم ويستخلفكم فيها حتى تظل العصابة منهم البيض قمصهم المحلقة أقفاؤهم قيامًا على الرويجل الأسيود منكم، ما أمرهم بشيء فعلوه، وإن بها اليوم رجالًا لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل» .
رواه الطبراني بإسنادين. قال الهيثمي: "رجال أحدهما رجال الصحيح؛ غير نصر بن علقمة، وهو ثقة".
وقد رواه البيهقي، ولفظه: قال عبد الله بن حوالة: «كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكونا إليه العري والفقر وقلة الشيء، فقال: "أبشروا، فوالله لأنا بكثرة الشيء أخوف عليكم من قلته، والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح الله عليكم أرض الشام (أو قال: أرض فارس، وأرض الروم، وأرض حمير) ، وحتى تكونوا أجنادًا ثلاثة: جند بالشام، وجند بالعراق، وجند باليمن» وذكر بقية الحديث بنحو ما تقدم، وزاد: قال أبو علقمة نصر بن علقمة: سمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير يقول: فعرف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نعت هذا الحديث في جزء بن سهيل السلمي، وكان على الأعاجم في ذلك الزمان، فكانوا إذا رجعوا من المسجد؛ نظروا إليه وإليهم قياما حوله، فيعجبون لنعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وفيهم.
ورواه: ابن عساكر في "تاريخه"، وثابت بن قاسم في "الدلائل"؛ بنحوه وزادا بعد قوله: "وكان على الأعاجم ": "وكان أسود قصيرا؛ فكانوا يرون تلك الأعاجم وهم حوله قيام؛ لا يأمرهم بشيء إلا فعلوه، فيتعجبون من هذا الحديث".