وهو قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- في حديث العفريت الذي تغلب عليه في الصلاة وقال: "فأمكنني اللَّه تعالى منه وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان رب اغفر لي وهب لي
ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي".
ولما رفع سليمان عليه السلام يده من البناء بعد الفراغ منه وإحكامه، جمع الناس وأخبرهم أنه مسجد للَّه -تعالى- وهو أمره ببنائه وإن كل شيء فيه للَّه تعالى من انتقصه أو شيئًا منه فقد خان اللَّه تعالى وإن داود عهد إليه ببنائه وأوصاه بذلك من بعده ثم اتخذ طعاما وجمع الناس جمعا لم ير مثله قط ولا طعام أكثر منه ثم أمر بالقرابين فقربت إلى اللَّه تعالى وجعل القربان في "رحبة" المسجد وميز ثورين وأوقفهما قريبا من الصخرة "ثم قام على الصخرة" فدعا بدعائه المقدم ثم قام على الصخرة ذكره أو زاد عليه زيادة هي (اللهم أنت وهبت لى هذا الملك منًّا منك وطولا علي وعلى والدي من قبلي وأنت ابتدأتني وإياه بالنعمة والكرامة وجعلته حكما بين عبادك وخليفة في أرضك وجعلتني وارثه من بعده وخليفة في قومه وأنت الذي خصصتني بولاية مسجدك "هذا" وكرمتني به قبل أن تخلقني ذلك فلك الحمد على ذلك، ولك المن ولك "الفضل" ولك الطول "اللهم وأسألك" لمن دخل هذا المسجد خمس خصال أن لا يدخل إليه مذنب لا يعمده إلا لطلب التوبة أن تتقبل منه توبته وتغفر له ولا يدخله خائف لا يعمده إلا