برحمتك أن تعتقنا اليوم اللهم وقد أمرتنا أن لا نرد "السائل" إذا وقف بأبوابنا وأنت تحب من لا يرد السائل وقد جئناك سائلين فلا تردنا "ثم" خروا سجدا من حين طلع الصبح فسلط اللَّه عليهم الطاعون في ذلك الوقت إلى أن زالت الشمس، ثم رفعه عنهم، ثم أوحى إلى داود -عليه السلام- أن ارفعوا رؤوسكم فقد شفعتك فيهم. فرفعوا رؤوسهم وقد مات منهم مائة ألف وسبعون ألفا أصابهم الطاعون وهم سجود فنظروا إلى الملائكة يمشون بينهم بأيديهم الخناجر ثم عمد داود -عليه السلام- فارتقى الصخرة رافعا يديه يحدث اللَّه شاكرا ثم إنه جمع بنى إسرائيل بعد ذلك وقال إن اللَّه -تعالى- قد رحمكم وعفا عنكم "فاسجدوا" للَّه شكرا بقدر ما أبلاكم فقالوا له: مرنا بما شئت قال: إني لا أعلم أمرا أبلغ في شكركم من بناء مسجد نعبد اللَّه تعالى فيه ونقدسه أنتم ومن بعدكم قالوا نفعل وسأل داود ربه فأذن له فأقبلوا على بنائه.
وكذلك قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الطاعون رجس أرسله اللَّه على بني إسرائيل وعلى من كان قبلكم" الحديث أخرجه البخاري ومسلم وقال "غير" ابن إسحاق أصاب بني إسرائيل طاعون في زمن داود -عليه السلام- وهو داود بن أبشا من ذرية يهود بن يعقوب فخرج بهم إلى موضع بيت المقدس يدعون اللَّه تعالى ويسألون كشف البلاء عنهم، فاستجاب اللَّه لهم فاتخذوا ذلك الموضع مسجدا وذلك لإحدى عشرة سنة خلت من ملكه، وتوفي قبل أن يتم بناؤه فأوصى إلى سليمان -عليه السلام- فبناه فى ثماني سنين ولما فرغ من بنائه أطعم فيه بنى إسرائيل اثني عشر ألف ثور قيل: إن سببه أن داود عليه السلام رأى الملائكة سالين سيوفهم يغمدونها ويرتقون في سلم من ذهب من الصخرة إلى السماء فقال داود عليه السلام: هذا مكان ينبغي أن يبنى فيه مسجد
للَّه تعالى قاله