لم يرده اللَّه خائبا" فقال رجل: يا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صفه لنا. فقال: هو بالغوطة بمدينة يقال لها دمشق، قال: "وأزيدكم أنه جيل كلمه اللَّه تعالى، وفيه ولد إبراهيم الخليل عليه السلام، فمن أتى ذلك الموضع فلا يعجز عن الدعاء" فقال له رجل: يا رسول اللَّه أكان ليحيى بن زكريا معقلا؟ قال: "نعم اختبأ فيه" -هذار- رجل من عاد في المغار التي تحت دم المقتول، وفيه اختيأ إلياس
النبي من ملك قومه، وفيه صلى إبراهيم ولوط وموسى وعيسى وأيوب، فلا تعجزوا في الدعاء فيه، ومنها الموضع الذي يبرزه.
قال صاحب مثير الغرام: فيما رواه عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال: أغار ملك هذا الجبل على لوط -عليه السلام- فسباه وأهله، فأقبل عليه إبراهيم عليه السلام في طلبه في عدة أهل برزة، فالتقوا في صخرة العقود فعبأ إبراهيم ميمنة وميسرة قلبا، كان أول من عبأ الحرب هكذا واقتتلوا، فهزمه إبراهيم فاستنقذ لوطًا وأهله، وأتى الموضع الذي برزه فصلى فيه واتخذه مسجدًا.
وعن مكحول عن ابن مسعود وابن عباس قالا، ولد إبراهيم بغوطة دمشق، قرية يقال لها برزة بقاسيون، قال في مثير الغرام: فيه انقطاع، والصحيح أن مولد إبراهيم -عليه السلام- بكوتا من أرض بابل، وذكر هذا الأَثر أبو الحسن بن شجاع الربعي، بلفظه في عدة أهل بدر ثلاثمائة وعشرون، وزاد فقال: وعن الزهري أنه قال: مسجد إبراهيم -صلى اللَّه عليه وسلم- في قرية يقال لها: برزه، ومن صلى فيه أربع ركعات خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ويسأل اللَّه ما يشاء فإنه لا يرد خائبًا ومنها المغارة التي في جبل قاسيون.
قال في مثير الغرام: قال الوليد: سمعت سعيد بن عبد العزيز