المقدس، القائم فيها "كالمجاهد" في سبيل اللَّه تعالى، وليأتين على الناس زمان يقول أحدهم: ليتنى في لبنة في في بيت المقدس".
وأحب الشام إلى اللَّه تعالى بيت المقدس، وأحب جبالها إليه الصخرة وهي آخر الأرضين خرابا بأربعين عاما، قال: وهي روضة من رياض الجنة. قال: ويقول اللَّه تعالى لصخرة بيت المقدس: "وعزتي وجلالي لأضعن عليك عرشي ولأحشرن إليك خلقي ولأجرين أنهارك نهرا من لبن ونهرا من عسل ونهرا من خمر أنا يومئذ ربهم وداود ملكهم".
قال: وأخبرنا المشرف وأنبأنا أبو الفرج أنبانا أحمد بن خلف الهمداني حدثني أبو عبد اللَّه بن محمد الخزري وكان يعد من الأبدال. قال: رأيت ليلة عاشوراء سنة
خمس وثلاثين وثلاثمائة فيما يرى النائم، كأن في صحن مسجد بيت المقدس وأنا مقابل قبة الصخرة، فإذا هى قبة عظيمة، من نور بيضاء عالية وعلى رأسها درة ثم دخلت إلى القبة حتى يلي المسجد وباب من حديد مما يلي الوادي ثم قيل لي: إن لكل نبي من الأنبياء -صلوات اللَّه عليهم- سهما من هذا المسجد، وكذلك لكل مؤمن ثم دخلت المسجد نحو الصف الأول فقيل لي: انظر فإذا قوم قد ابتلعتهم الأرض ورؤوسهم خارجة. فقلت: من هؤلاء؟ فقيل لي: من يبغض السلف ثم كلمني أربع، فقلت في سري: ملائكة فقيل لي: هم جبريل "وميكائيل" وإسرافيل