وأتي الخرس إلى الوليد أموال بيت المال في غير حقها فأمر أن ينادي في الناس الصلاة جامعة فاجتمعوا وصعد الوليد المنبر، وقال: إنه بلغني عنكم كذا وكذا ثم قال يا عمر بن مهاجر قم فأحضر أموال بيت المال؟ فحملت على البغال وبسطت الأنطاع تحت القبة وأفرغ المال عليها ذهبا وفضة حتى كان الرجل لا يرى الآخر من الجانب الآخر وجيء بالقبانين ووزنت، فإذا هي تكفي الناس ثلاث سنين مستقبلة لو لم يدخل للناس شيء بالكلية ففرح الناس وكبروا وحمدوا اللَّه على ذلك، ثم قال الخليفة: يا أهل دمشق إنكم تفخرون على الناس، بأربع: بهوائكم، ومائكم، وفاكهتكم وحماماتكم، فأحببت أن أزيدكم خامسة وهي هذا الجامع فحمدوا اللَّه وأثنوا عليه وانصرفوا شاكرين داعين.
وقال بعضهم: كان في قبلة المسجد ثلاث صحائف مذهبة باللازورد في كل
منها بسم اللَّه الرحمن الرحيم لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم لا إله إلا هو، وحده لا شريك له، ولا تعبدوا إلا إياه ربنا اللَّه وحده، وديننا الإسلام، ونبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- أمر ببناء هذا المسجد وهدم الكنيسة، التي كانت فيه عبد اللَّه أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك بن مروان، في ذي القعدة في سنة ست وثمانين للهجرة النبوية، وفي صحيفة أخرى من تلك الصحائف فاتحة الكتاب بكمالها، ثم والنازعات، ثم عبس، ثم إذا الشمس كورت، قالوا: ثم محيت بعد مجيء المأمون إلى دمشق، وذكر أن أرضه كانت مفضضة كلها وأن الرخام كان في جدرانه إلى قامات، وفوق ذلك كرمة عظيمة من ذهب، وفوقها فصوص مذهبة حمر وخضر وزرق وبيض قد صور بها سائر البلدان المشهورة، الكعبة فوق المحراب وسائر البلدان