سليمان عليه السلام فلما بعثه اللَّه تعالى أوحى إليه يا ابن داود ابن علي قبر خليلي حيزًا حتى يكون لمن يأتي بعدك علما لكي يعرف، فخرج سليمان وبنو إسرائيل، من بيت المقدس، حتى قدم أرض كنعان، وطاف فلم يصبه فرجع إلى بيت المقدس، فأوحى اللَّه إليه يا سليمان خالفت أمري قال: يا رب غاب عني الموضع فأوحى اللَّه تعالى أن امض فإنك ترى نورًا من السماء إلى الأرض فهو موضع قبر خليلي إبراهيم فخرج سليمان ثانية فنظر وأمر الجن فبنوا على الموضع الذي يقال له الرامة فأوحى اللَّه تعالى إليه ليس هو الموضع، ولكن إذا رأيت النور التصق بعنان السماء إلى الأرض فابْنِ عليه الحيز.
وعن ذكر آداب زيارة القبور المشار إليها، وما يستحب من الزائر من الآداب عند قصد الزيارة في الباب الحادي عشر، أما بيان موضع قبر يوسف عليه السلام فقد قال الترمذي أن قبره في البقيع الذي خلف الحيز وهو حدى قبر يعقوب عليه السلام. وروى الحافظ ابن عساكر بسنده إلى إبراهيم بن أحمد الخلنجي أن جارية المقتدر باللَّه وكانت
تعرف بالعجوز سألته وكانت مقيمة ببيت المقدس، الخروج إلى الموضع الذي روي أن قبر يوسف عليه السلام فيه وإظهاره والبناء عليه، قال: فخرجت مع العمال لكشف الموضع في البقيع الذي روي خارج الحيز قال فاشترى البقيع من صاحبه، وأخذ في كشفه فخرج في الموضع الذي روي فيه حجر عظيم، وأمر بكسره فكسر منه قطعة وقلعوها فإذا يوسف على صفته من الحسن والجمال وصار رائحة الموضع مسكًا عبيقًا ثم جاء ريح عظيم فأطبق العمال الحجر كما كانت ثم بنيت عليه القبة التي هي عليه الآن على صحة من رؤيته وكان الذي رأى الرؤيا رجلًا صالحًا من ولد تميم