وكان شبيه آدم يوم خلقه اللَّه بيده، ونفخ فيه من روحه وصوره قبل أن يصيب المعصية فنزع كان يوم خلقه عز وجل "فلما عصينى" فنزع اللَّه تعالى ذلك منه، ثم ذهب لآدم الثلث من الجمال حيث تاب عليه، وأعطاني الحسن والجمال والنور والبهاء الذي كان نزعه من آدم حين ارتكاب الذنب ليوسف عليه السلام وذلك أن اللَّه تعالى أحب أن يري العباد أن اللَّه قادر على أخذ ما يشاء من عطائه واللَّه أعلم بتأويل الرؤيا فكان خير بالأمر الذي ترى قبل وقوعه.
وقيل لبعض العلماء: يوسف أحسن أم محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فقال: كان يوسف من أحسن الناس للناس، وكان محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- أحسن الناس.
وروى الثعلبي عن مجاهد قال: خرج يوسف من عند يعقوب وهو ابن ست سنين تغيب وجمع اللَّه بينهما، وهو ابن أربعين سنة، وقيل ثمانين سنة وعاش بعد يعقوب ثلاثًا وعشرين سنة توفي يوسف وهو ابن مائة سنة وعشرين سنة، وبينه وبين موسى أربعمائة سنة، ومات يوسف بعد أن أوحى إلى أخيه يهودا، ودفن في نيل مصر في صندوق من رخام، وذلك أنه لما مات، تشاحن الناس عليه كل يحب أن يدفن في محلته لما يرجو من بركته وكادوا أن يقتتلوا، ثم أرادوا أن يدفنوه في وسط النيل فيمر الماء عليه ويصل إلى جميع مصر فيكونون كلهم شركاء فيه فكان قبره في النيل، فلما خرج موسى عليه السلام من مصر حمله معه ودفنه بأرض كنعان، وكان السبب في حمله وخروج موسى عليه السلام من مصر ما رواه البغوي في معالم التنزيل في الكلام على قوله تعالى: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة: 50] وذلك أنه لما دنا هلاك فرعون أمر اللَّه تعالى موسى عليه السلام أن يسري ليلًا