رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا} [مريم: 51 - 53] وقال تعالى: {قَالَ يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 144]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ} [الأنبياء: 48] وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب: 69] وروى أبو هريرة -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن موسى عليه السلام كان رجلًا حسيبًا مستترًا لا يرى من جلده شيئًا من شدة استحيائه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا ما يستتر هذا الستر إلا من عيب بجلده إما برص وإما إدرة وإما آفة، وأن اللَّه أراد أن يبرئه مما قالوا فخلا يومًا وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وأن الحجر غدا بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول ثوبي
حجر حتى انتهى إلى ملأ بني إسرائيل فرأوه عريانًا أحسن ما خلق اللَّه وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر وأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربًا بعصاه، فواللَّه إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثًا أو أربعًا فذلك قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} [الأحزاب: 69] وبعثه اللَّه إلى فرعون ولم يكن من الفراعنة أعتى منه ولا أقسى قلبا ولا أطول منه عمرا في الملك ولا أسوأ ملكا لبني إسرائيل فكان يعذبهم ويستعبدهم وجعلهم له خدمًا وخولا وعاش فيهم أربعمائة سنة فبعث اللَّه تعالى إليه موسى عليه السلام وكان من أمره معه ما قصه اللَّه تعالى في كتابه العزيز في غير موضع مبسوطًا،