وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص فمن خرج منهم آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم ومن أقام منهم فهو آمن مثل ما على أهل إيليا من الجزية، ومن أحب من أهل إيليا أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعتهم وصليبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعتهم وعلى صليبهم حتى يبلغوا مأمنهم ومن كان فيها من أهل الأرض فمن شاء منهم قعد وعليهم مثل ما على أهل إيليا من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أرضه، وإنه لا يؤخذ منهم شئ حتى يحصد حصادهم وعلى ما في هذا عهد اللَّه تعالى وذمته وذمة رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- وذمة الخلفاء "الراشدين"، وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية شهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن سفيان، ورواه أيضا بسنده من طريق آخر عن خالد بن أبي مالك عن أبيه قال: لما نزل المسلمون مقامهم بعثوا إليهم أن افتحوها لنا على أن نؤمنكم على دمائكم وأموالكم فبعثوا إليهم إنا لا نثق بأمانكم إلا أن يأتينا خليفتكم عمر بن الخطاب فإنه يذكر لنا عنه فضل وخير صلاح فإن جاء وآمننا ووثقنا بأمانه فتحناها لكم، قال: فكتبوا إلى عمر يخبرونه بذلك فركب عمر من المدينة حتى قدم عليهم وظهر على أماكن لم يكونوا ظهروا عليها قبل ذلك وظهروا يومئذ على كرم كان في أيديهم لرجل منهم له ذمة مع المسلمين فيه عنب فجعلوا يأكلونه فأتى الذمي إلى عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-، وقال: يا أمير المؤمنين كان في أيديهم ولم يعرضوا له وأنا رجل لي ذمة مع المسلمين، فلما ظهروا عليه المسلمون وقعوا، قال: فدعى عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- ببرذون له فركب عريانًا من العجلة ثم خرج يركض في عراض المسلمين،