شيخ من آل شداد بن أوس الأنصاري أنه سمع أباه حدث عن جده شداد -رضي اللَّه عنه- أنهم لما فرغوا من قتال اليرموك سار جماعة من المسلمين إلى ناحية فلسطين والأردن وأنه كان فيمن سار، قال: فحاصرنا مدينة المقدس فتعذر علينا فتحها حتى قدم علينا ابن الخطاب -رضي اللَّه عنه- في أربعة آلاف راكب فنزل على جبل بيت المقدس الشرقي -يعني جبل طور زيتا- ونحن على حصارها محيطون بها فانحدر علينا من أصحاب عمر -رضي اللَّه عنه- قوم يقاتلون بنشاطٍ وأحدث لنا مجيئهم وقدوم عمر -رضي اللَّه عنه- جدا ونشاطًا رجونا بذلك الفتح فقاتلناهم مليًا إذ أقبل وأشرف علينا منهم مشرف يسأل الأمان حتى يكلمنا ففعلنا فقال: ما هذا العسكر الذي نزل؟ فقلنا هذا عسكر أمير المؤمنين "قال وأرسل إلينا عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-" يأمرنا بالكف عن القتال وقال إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أخبرني أني أفتحها بغير قتال وأشرف علينا رسول بطريقها يسأل الأمان لرسوله ليبلغ رسالته إلى عمر ففعلنا فأتاه بالترحيب وقال: إنا سنعطي بحضوركم ما لم نكن نعطيه لأحد دونك وسأله أن يقبل منه الصلح والجزية، ويعطه الأمان على دمائهم وأموالهم وكنائسهم فأنعم له عمر بذلك فسأله الرسول الأمان لصاحبه ليتولى مصالحته ومكاتبته فأنعم عليه وخرج إليه بطريقها في جماعة فصالحهم. وأشهدنا على ذلك فقال الوليد: فحدثني شيخ من الجند عن عطاء الخراساني أن المسلمين لما نزلوا على بيت المقدس

قال لهم رؤساؤهم إنا قد أجمعنا على مصالحتكم وقد عرفتم منزلة بيت المقدس وإنه المسجد الأقصى الذي أسري بنبيكم إليه ونحن نحب أن يفتحها ملككم، وكان الخليفة إذ ذاك عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- فبعث المسلمون إليه وفدا وبعث الروم وفدا مع المسلمين حتى أتوا المدينة فجعلوا يسألون عن أمير المؤمنين فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015