فإن الطهارة شرط في كل مكان. قال عمر بن عبد العزيز -رضي اللَّه عنه-، لا تدخلوا على هؤلاء كنائسهم فإن السخط ينزل عليهم وهذا إذا لم يكن فيها تصاوير فإن كانت حرم دخولها والصلاة فيها انتهى.
وقضية تحريم دخول كنيسة بيت لحم فهو لما فيها من الصور وأما ما كان في بيت المقدس من البرك وما كان فيه عند قتل علي والحسين رضي اللَّه عنهما ومن قال إنه كالأجمة ورغب عن أهله إلى غير ذلك فمنه ما رواه ضمرة عن ابن أبي سودة قال عمل ملك من ملوك بني إسرائيل يسمى حزقيل في بيت المقدس ست برك: منها ثلاث في المدينة بركة بني إسرائيل وبركة سليمان وبركة عياض، وثلاث خارج المدينة بركة ماملا وبركتا المرجيع جعل ذلك خزائن لأهل بيت المقدس، وحكى السري بن يحيى عن ابن شهاب الزهري أن عبد الملك بن مروان سأله ما كان بيت المقدس عند مقتل علي بن أبي طالب قال لم يرفع حجر إلا وجد تحته دم وقيل إن ذلك كان في قتل الحسين وروي أيضا عن الزهري أن أسماء الأنصارية قالت ما رفع حجر بإيليا ليلة
قتل الحسين بن علي إلا وجد تحته دم عبيط، ورواه أبو بكر الهذلي عن الزهري قال لما قتل الحسين لم يرفع حصاه "بيت المقدس" إلا وجد تحتها دم عبيط وقال أول ما عرف الزهري تكلم في مجلس الوليد أيكم يجمل ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم مثل الحسين بن علي فقال الزهري إنه لن يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط، وعن زيد بن عمر الكندي قال حدثتني أم حيان قالت يوم قتل الحسين أظلمت علينا ثلاث ولم يمس أحد من زعفرانهم شيئا فجعله على وجهه إلا احترق ولم يقلب حجر بيت المقدس إلا أصبح تحته دم عبيط، وعن عياش عن صفوان إذ قال مثل بيت المقدس مثل الأجمة فيها الأسد من داخلها وإما أن يأكله وإما أن يسلم ويقال بيت المقدس