الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 146، 147] أي من الشاكين.
ثم أنزل في قريش وما قالوا: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [البقرة: 150] يعني قريش حيث قالوا قد عرف محمد أنكم أهدى منه فاستقبل قبلتكم ثم قال فلا تخشوهم حيث قالوا يوشك أن يرجع إلى دينكم أي لا تخشوا أن أردكم في دينكم {وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ} [البقرة: 150] أي أظهر دينكم على الأديان كلها قال السهيلى وكرر الباري سبحانه وتعالى الأمر بالتوجه على البيت الحرام في ثلاث آيات وذلك لأن المنكرين لتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة ثلاثة أصناف: من اليهود لأنهم لا يقبلون بالنسخ في أصل مذهبهم وأهل الريب والنفاق فاشتد إنكارهم لذلك لأنه أول نسخ نزل وكفار قريش قالوا: قدم محمد على فراق ديننا فكانوا يجتمعون عليه فيقولون يزعم محمد أنه يدعونا إلى ملة إبراهيم وإسماعيل وقد فارق قبلة إبراهيم وإسماعيل وآثر عليها قبلة اليهود فقال اللَّه تعالى له حين أمره بالصلاة إلى الكعبة {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [البقرة: 150] على الاستثناء المنقطع إلى لكن الذين ظلموا منهم لا يرجعون ولا يهتدون في ذكر الآيات إلى قوله {وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 146] أي يكتمون ما علموا من أن الكعبة هي قبلة الأنبياء. وروي من طريق أبي داود وفي كتاب الناسخ والمنسوخ عن يونس عن ابن شهاب قال كان