تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142] قال ابن عباس: أول ما نسخ اللَّه تعالى من القرآن حديث القبلة، ذلك أن اللَّه تعالى فرض على رسوله الصلاة ليلة أسري به إلى بيت المقدس صلى الظهر والعصر ركعتين وركعتين للعشاء والغداة والمغرب ثلاثا فكان يصلي إلى الكعبة ووجهه إلى بيت المقدس قال ثم زيد في الصلاة بالمدينة حين صرفه اللَّه تعالى إلى الكعبة ركعتين إلا المغرب فنزلت كما هي قال وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه يصلون إلى بيت المقدس
وفيه قال فصلاها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بمكة سنة، حتى هاجر إلى المدينة وكان يعجبه أن يصلي قِبَل الكعبة: لأنها قبلة آبائه إبراهيم وإسماعيل وكانت صلاته إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا وكان إذا صلى رفع رأسه إلى السماء ينتظر لعل أن يصرفه إلى الكعبة وقال لجبريل: وددت أنك سألت اللَّه تعالى أن يصرفني إلى الكعبة فقال جبريل لست أستطيع أن أبتدئ اللَّه جل وعلا بالمسألة، ولكن إن سألني أخبرته قال فجعل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقلب وجهه إلى السماء ينتظر جبريل ينزل عليه وقد صلى الظهر ركعتين الى بيت المقدس وهم ركوع فصرف اللَّه تعالى القبلة إلى الكعبة الحديث وفيه فلما صرف اللَّه القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة اختلف الناس في ذلك فقال المنافقون: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. وقال بعض المؤمنين: فكيف بصلاتنا التي صليناها نحو بيت المقدس وكيف من مات من إخواننا وهم يصلون إلى بيت المقدس، هل قبل اللَّه عز وجل منا ومنهم أم لا؟ وقال ناس من المؤمنين كان ذلك طاعة، قالت اليهود: اشتاق إلى بلد أبيه ويريد أن يرضي