الصلاتين وأول صلاة إلى الكعبة العصر وهذا هو الثابت في صحيح البخاري عن البراء، وقيل إنها نزلت قبل الظهر في أول صلاة صليت كذلك أخرجه النسائي عن أبي سعيد بن المعلى والثابت أنها نزلت وقد صلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الظهر ركعتين وذلك بمسجد بني سلمة فاستداروا ووفى بهم الصلاة، فلذلك سمي مسجد القبلتين، قال: وقد خطر لي عند وصولي إلى هذا الموضع أن جميع الأنبياء صلوات اللَّه عليهم أجمعين صلوا إلى بيت المقدس لكن لا بالمعنى الذي أراده الزهري بل لأنهم كلهم جمعوا له -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلة الإسراء فأمهم وكان ذلك قبل الهجرة فهو قبل التحويل. انتهى كلام ابن جماعة رحمه اللَّه تعالى.
وعلى ذكر تعارض الأدلة وتحقيق المناط في تحويل القبلة أقول حدث عطاء بن زيد عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب، قال: لقد صلينا بعد قدوم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- المدينة نحو البيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا وكان اللَّه يعلم أنه يحب أن يوجه نحو الكعبة فلما وجه إليها صلى رجل معه ثم أتى قوما من الأنصار وهم ركوع: نحو بيت المقدس فقال لهم وهم ركوع أشهد أن رسول اللَّه قد وجه نحو الكعبة فاستداروا وهم ركوع فاستقبلوها رواه البخاري من حديث أبى إسحاق عن البراء، وروى عن طريق ابن سعد عن البراء وفيه أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أول صلاة صلاها العصر وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلى قبل بيت المقدس وأهل الكتاب، فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك وفيه أنه مات على القبلة قبل أن دخول قبل البيت رجال وقتلوا فلم
ندر ما نقول فيهم فأنزل اللَّه تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ