أصبحت بين أزاهر وشقائق ... كقلائد القيان عند الرامق
وبكل نعت قد حلا للعاشق ... (وأريج أرجاء ولطف حدائق
حدق الورى من حسنها لم تذهب)
فيك النفوس على مقاصدها استوت ... من كل شرب للظما منها روت
ببلابل تنسيك (معبدا) إن روت ... (وزهور أنوار البديع بما احتوت
بك أحدقت وبديع ربع مخصب)
أما ثمارك إن أدلي فنها ... فكأنني للراح أفتق دنها
ولديك في الأعناب ما ينهى النهى ... (وفواكه كالشهد إلا أنها
تنشي كخمر وسط كأس مذهب)
روح الشجي إن روعت بأجيجها ... وتغلغلت من حره بضجيجها
فلروحها طب لرع مهيجها ... (وتخال في استنشاق ريح أريجها
مسكية تزرى بثغر أشنب)
حسناء نادي رفقها بترفق ... يا عاشقي هذي الملاعب فانتقي
نزه عيونك في البهيج المونق ... (أعظم بما قد نلته من رونق
راقت مدائحه لكل مؤدب)
أما النعيم فتحت ذيلي قد بدا ... ولثغر أنسي رشفه فقد الصدى
لا تدخر أُنسا تصابحه غدا ... (أني يغض الذوق عنه وقد غدا
يصبو له في الناس كل مهذب)