عرج على مكناسة الزيتون ... متيمنا بالتين والزيتون
وأنخ مطيك حيث منطلق الهوى ... يشفي الجوي والجسم بالتعيين
حيث المياه الدافقات ترقرقت ... وجرت بأودية كما بعيون
حيث البساتين الكثيفات التي ... كالغاب تحسبها بلا تخمين
حيث الزياتين الكثيرات التي ... لا حد يدركها إلى زرهون
حيث الصوامع شامخات في السما ... تقضي بكل عناية بالدين
حيث المآثر جمة لملوكنا ... لا سيما المفضال إسماعين
لا تنس منها دوره وقصوره ... ومعامل التحصين والتحسين
وأماكن الأجناد والأسرى بها ... ومخازن التجنيد والتموين
ولباب منصور تراه آية ... من أكبر الآيات في التمدين
هذا وإن بها أفاضل جلة ... موتي وإحياء بهذا الحين
ناهيك بالشيخ ابن عيسى منهم ... وكذاك رب الدار للمسكين
واقصد بأحياء بها رب القرى ... من غير معرفة ولا تبيين
عين البلاد أخو الوداد المرتضى ... العالم المخطوط في التدوين
ذاك ابن زيدان النقيب ومن له ... في الخلق لطف الورد والنسرين
أبقاه مولاه لنشر عبيره ... وسقي رياضا حلها بهتون
وقولي:
مكناسة الزيتون تيهي وافخري ... حزت الشفوف على بلاد المغرب
بمناظر يسبي العقول جمالها ... وزلال مائك والهواء الطيب