مكناس ما نظرت عينى نظيرتها ... أرض هى الأرض بل ناس هم الناس
بها القصور وأسوار مشيدة ... ثشى وفيها من الإفضال أجناس
وبين ساحتها الآثار ثابتة ... كالراسيات وأبراج وأقواس
تجسم المجد في تلك المعاقل ... والفخار والعز قلب والعلا راس
والمجد فيها مقيم والمهابة ... والجلال والعزم والسلطانه والباس
وماؤها السلسبيل العذب باكره ... ريح الصبا وهواه الخمر والكاس
ما مر منها امرؤ إلا ومر به ... ريح هو المسك أنفاس فأنفاس
يكفى مدينتها أن الكبير بها ... هو الإمام الذى تصبو له فاس
والأبلج الفرد من لو في الظلام سرى ... يضئ من علمه الفياض مقباس
إلى روائح من أخلاقه عبقت ... فوق القياس وللأخلاق مقياس
كأنها من جنان الخلد قد هبطت ... ما الرند منها وما الريحان والآس
وقول المشطر المذكور لا زال يشنف الأسماع بخرائده، ويحلى النحور بفوائده:
بمكناسة الزيتون أهل معالى ... وأهل عوالى بل وأهل علالى
بلاد هواها لا يقاس به هوى ... بلاد حباها الله خير زلال
بلاد هى السلوان للنفس والمنى ... وليس بها هم وغم كلال
بلاد ويكفيك اسمها عن صفاتها ... كساها جمال الدهر ثوب جلال
بلاد فما في الغرب من جنة ترى ... سواها وما فيما ذكرت تغال
بلاد بها الجنات والحور غيدها ... وفيها من الولدان كل غزال