مشرفة على حمى حمرية ... ذات المعانى والحلى والحلا
تالله ما أبصر طرف مثلها ... في الكون طرا قط منذ نشا
يكاد زيتها يضئ في الدجى ... من قبل أن يمسه جمر الغضا
صفوفها جند لحاضرتها ... يحرسها ممن بغى ومن طغا
محتميا بعلمى ورزيغة ... ذات السرور والحبور والهنا
تأمل في أبى السلو إذ جرى ... مسبحا لله في در الحصا
كسا الرياض حللا من سندس ... فسجدت لله شكرا للحبا
حلى السواعد سوارى ذهب ... والساق خلخالى لجين قد صفا
يغشى عيون الناظرين نورها ... من كل لون مشرق يذكى الحجا
بالبنفسج زها بزرقة ... على يواقيت الشقيق وازدهى
فانتصر الورد له لمرحم ... فسليا لسانه من القفا
وصعد النرجس فيه طرفه ... أطراق كرا إن النعام في القرى
فطأطأ الرأس صغارا وانثنى ... وأظهر الخجلة سنه واستحا
شأن من طغى تجبرا ... لا بد أن ينبذ يوما بالعرا
وأظهر الخيرى خيرا في الضحى ... وهو يشرق إذا الليل سجا
مختفيا من الرقيب في الدجى ... وشانه النمام خبرا ففشا
حروف خط فوق طرس أخضر ... مرصع جاءت لمعنى معتما
أصل زكا فرع زها زهر ذكا ... نهر سلا روح جلا ظل ضفا
تنازع الأذن العيون غبطة ... فيها إذا سجا الحمام أو شدا
جنتها الدنيا التي قد زخرفت ... لمن أقر نفسه على الهوى