بالأهالى سكان البلد وضاقوا ذرعا من ذلك، بنى هذا الباب إذ ذاك على يد الباشا القائد محمد بن العواد الكبير، وهذا وجه إضافته للسيبة، تنفتح دفتا هذا الباب بين قوسين يعلوهما سقف وبين هذين البابين -أعنى باب الجديد والسيبة- سوق به دكاكين للبيع والابتياع وفسيح متسع كانت تباع فيه الخيل والبغال والحمير كل يوم خميس وأحد، ثم تعطل يوم الأحد وبقى يوم الخميس إلى إن نقل بعد نشر الحماية للمحل الذى يعمر فيه الآن خارج المدينة بين ضريحى سيدى سعيد المَشَنْزَائى (?) وسيدى محمد بن عيسى -رضى الله عنهما- كل يوم خميس كما يعمر كل يوم أربعاء بالمحل سوق بهيمة الأنعام.
ومنها باب سيدى سعيد، ويقال له باب الملاح، وباب وجه العروس وموقع هذا الباب في الربع الغربى الجنوبى، وهو من تأسيس السلطان المولى عبد الرحمن ابن هشام أنشأه أيضا عند شق البرابر عصا الطاعة وامتداد تمردهم وإضرارهم بأهل الذمة بنهب أمتعتهم، حيث كانت حارتهم خارج سور البلد عن يسار الخارج من باب بريمة، فأنشأ المولى عبد الرحمن هذا الباب والسور الممتد منه إلى أن اتصل بباب بريمة أحد أبواب الفخامة الإسماعيلية لعاصمته المكناسية، وتنفتح دفتا هذا الباب بين قوسين يعلوهما سقف وإضافته لسيدى سعيد لوقوع ضريحه وراويته خارجه وللملاح لمجاورته له واتصاله ببابه، ولوجه العروس لكون المزارع خارجه تسمى بوجه العروس، وذلك لنضارة اخضراره وبهجة أنواره في سائر فصول السنة لأن جل الخضر التي تجبى للمدينة إنما تزرع ثمة.
ومنها باب زين العابدين موقع هذا الباب في الجانب الغربى الجنوبى على يسار الخارج من باب منصور العلج لبطحاء الهديم، بنى هذا الباب المولى زين العابدين بن السلطان الأعظم المولى إسماعيل أيام إمرته، تنفتح دفتاه بين قوسين يعلوهما سقف فوقه غرفة.