هد وبقيت أساطينه أو بعضها شاهدة له، كان إذا دخل الإنسان من القوس المحدث في محله الدكان وما ذكر معه وجد خمسة أقواس في صف عن يساره، وأربعة كذلك عن يمينه، فيمر بينهما مستطيلا، فإذا وصل إلى القوس الخامس استدبره منحرفا عن اليمين فيجد قوسا آخر عن اليمين في مقابلة القوس الذى منه المرور الآن، وهو في الوسط بين خمسة أقواس: اثنان عن اليمين ومثلهما على اليسار.
وهذا الذى يخرج منه الآن اشتمل على قوسين يحوطهما سقف واحد أحدهما مساو للأقواس التي عن اليمين واليسار، والآخر ملتصق بالجدار المحيط بالجميع.
والأقواس الأربعة التي عن اليمين والخمسة التي عن الشمال مع قوسين من الأقواس الخمس المقابلة، هى التي صارت فندقا وهو الموجود الآن عن يمين الداخل هناك، وعن يسار القوس الذى ذكرنا نقبه وفتحه للصدور منه والورود قوس آخر أحدث الحمام الموجود الآن في محله، فمجموع الأقواس ثمانية عشر كما ذكر، منها ما هو قائم العين محكم البناء إلى الآن، ومنها ما أتى العفاء عليه ولم يبق البلى غير الأطلال الشاهدة لما كان عليه في الماضى مما بيناه.
وكل هذه التغيرات حدثت بعد أن زحلق باب البراذعيين المعروف بهذا الاسم الآن، وذلك زمن سيدى محمد بن عبد الله كما بينا، وبانى الباب ذى الثمانية عشر قوسًا وكذا الباب المزحلق إليه هو المولى إسماعيل، فقول ذلك المطرر بنى عام سبعة أو ثمانية وتسعين يعنى وألف، وقد كان سرادق ملك المولى إسماعيل وقتئذ على الأنام ممدودا.
وأما باب المشاورين وباب عيسى وباب القلعة وباب أقورج، وباب دردورة فقد بسط ذلك المطرر السابق ما يبين مواقعها وما آلت إليه، وقد أفاد كلامه أن باب دردورة كان خارج باب تزيمى أحد أبواب المدينة المعروف بهذا الاسم الآن،