أو ثلاثة، وبعد ذلك ينصرف الجل ويبقى البعض، ويجعلون عمارة ذلك الثغر مناوبة، إذا توجهت طائفة وردت أخرى، وأمر ابن الغنيمى يفعل مثل ذلك بآسفى، وابن إبراهيم يفعل مثل ذلك في فحص المجاهدين، والحاج موسى كذلك، فإن ذلك مما يغيظ الكفار ويفت في أعضادهم ويرهب المشركين ويرعبهم، وفيه مغفرة الله ورضوانه، فإن كل ما فيه إغاظة عبدة الأوثان، وإرغام أشياع الشيطان فيه رضا الرحمن والفوز بالثواب والأمان، قال الله سبحانه: {... وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ...} [التوبة: 120] الآيات.
ولتأمر عمال الثغور الصويرة وآسفى والجديدة وآرمور بمباشرة آلة الحرب ونصبها على كراريطها في مواضعها، ووضع الإقامة حذوها، وإصلاح ما احتاج إلى الإصلاح من ذلك وتهيئته ليبلغ العدو من ذلك ما يغيظه ويسوءه، فإنه أهلكه الله عين وأذن على ما يتجدد من ذلك ولا يغيب عنه شئ منه، والله يرفع راية الإسلام، ويخذل عبدة الأصنام بجاه النبى عليه الصلاة والسلام في 4 ربيع الثانى عام 1258"، صح من أصله الموجود بالمكتبة الكتانية.
وبنفس التاريخ كتب لعاملي العدوتين ظهيرا في شأن المناوشات الواقعة على الحدود، يأمرهما بأخذ الأهبة والاستعداد وتهيئ الأبراج والمدافع، واستعراض رجالها.
ونصه بعد الحمدلة والصلاة والتوقيع السلطانى صدر الكتاب "عبد الرحمن ابن هشام وفقه الله" بخطه كما كان يفعل أحيانا في بعض رسائله:
خديمينا الأنجدين القائد محمد بن الحاج محمد السويسى، والقائد بوعمران ابن الحاج الطاهر فنيش السلوى، وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.