وبعد: فخيل مسخرى الجيش السعيد الذين كانوا في الخدمة مع ولدنا سيدى محمد أصلحه الله ووجهم لصلة رحمهم وذكر أن فيهم عزابا، ومن لا اعتناء له بفرسه فاربط منها ما هو للعزاب ومن لا اعتناء له بفرسه بمحل العسكر وفى وقت علفها يحضر قائدهم الطالب إدريس بن المكي، والعلافة الطالب بوعزة الفشار، والطالب أحمد الخضر حتَّى تعلف الخيل المذكورة على أعينهم مدة مقام أربابها هناك للاستراحة، فإن هؤلاء العزاب بنفس ما يستريحون نوجههم لولد سيدى محمد أصلحه الله يقابلون خدمتهم.

وبوصول كتابنا هذا إليك خلف الهراب منهم والموتى والعاجزين عن الخدمة وعددهم عند قائدهم إدريس بن المكي، وزد على عددهم المذكور من لا شغل له من الجيش إلَّا الدوران في الأزقة على حسب ما يشير به إدريس بن المكي، والحاضر بصيرة، والسلام في 14 ربيع الأول عام 1269".

وكان له ولوع زائد بعتاق الخيل لا يركب غيرها، لم يحفظ قط أنَّه ركب بغلة في حضر ولا سفر، ومن عادته أنَّه يجلس لملاقاة الناس، وسماع المظالم بكرة وبعد صلاة العصر من كل يوم، وترفع إليه المظالم في الوقتين المذكورين، وإذا كان بمراكش يركب صباحا لترويح النفس بجنان أجدال، يتطوف أقسامه، يدخل من باب ويخرج من باب آخر، ولا ينزل غالبا عن فرسه إلى أن يرجع لاقتبال الناس وسماع المظالم.

ولم يزل عمله جاريا على ما ذكر منذ جلس على كرسى ملك آبائه الأكرمين إلى أن لقى ربه.

وفى أيامه استكشفت معادن نحاسية في سواحل طنجة وتطوان ومعدن حديدى بنواحى رباط الفتح، واختبرت كلها فوجدت صالحة، واكتشف بمقربة من فاس معدن الكبريت، ولكنه لم يتم عمله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015