ودادى محفوظ على عهدته ... لديكم أم الود الصميم مضيع
رعى الله أيام الشباب فإنها ... مواسم فيها للنفوس تمتع
وحى القصور الخضر صوب غمائم ... مباركة تهمى عليها وتهمع
قصور بها المنصور يحمى حقائقا ... من الدين فيها الخير للخلق أجمع
يجهز إسماعيل منها كتائبا ... تكاد قلوب الشرك منها تصدع
فلله منه النفس والحرب ترتمى ... بموج المنايا والأسنة شرع
وما افتر ثغر قبل تقبيل سيفه ... ولله سر في الخلائق مودع
وكم ليلة باتت بها الخيل عوما ... بحورا من الظلماء والناس هجع
وما سر منه النفس غير سريرة ... يخب إلى الأعداء فيها ويربع
ولم تك أوقات الرخا تستفزه ... ولا كان يوما في الشدائد يضرع
فلله ما ضمت ثياب أبي الفدا ... من المجد والتقوى وما هو يصنع
يباشر في كل الأمور أموره ... بقلب نقي للمكارم منبع
أعز الإله الدين بابن نبيه ... وما أن يعز الدين الاسميذع
فيا ابن الألى سارت بمدح جدودهم ... رفاق لها بين السبايب مهيع
ألستم سراة المسلمين وأسرة ... محبتهم يوم القيامة تنفع
إذا أطعموا يوم الوليمة أشبعوا ... إذا طعنوا يوم الكريهة أوقعوا
ألستم شموسا في الورى ووجودكم ... أمان لهم من كل ما يتوقع
إذا سدتم الأملاك شرقا ومغربا ... فما سادهم إلَّا النبال الموقع
وإن كان فيهم للخلافة زينة ... فمنصبكم فيها أجل وأرفع
بقيت لهذا الدين تعلى مناره ... وقدرك من بين الملوك مرفع